أبدى عدد من النساء البائعات في سوق الثلاثاء الشعبي بوسط أبها، استياءهن من ارتفاع أسعار إيجار المحلات، واعتبرن أن قلة الدخل لا تتناسب مع تلك الأسعار، مطالبات الجهات المعنية في المنطقة بضرورة إعادة النظر فيها، وكذلك إيجاد تنظيم جديد للسوق، على اعتباره من الأسواق المشهورة في أبها، ويشكل أهمية كبرى لأهالي المدينة وزوارها وتحديدا خلال فترة الصيف. وتقول أم عبدالله "بائعة": إن الحركة الشرائية في السوق بشكل عام متوسطة وتنشط خلال فترة الصيف إلى حد ما، ويكثر الطلب على الثياب العسيرية المطرزة، والحلي الفضية القديمة، والأواني الفخارية، والمنسوجات التراثية، والسمن البلدي، والعسل بأنواعه كالسدرة وعسل الشوكة وغيره، والبخور بمختلف أنواعه، وبعض المأكولات الشعبية كخبز التنور، وكذلك البهارات، وبعض حلي الفضة، إلا أن مشكلتها وسائر البائعات ارتفاع الإيجار السنوي، إذ يدفعن قرابة خمسة آلاف ريال سنويا، وذلك لا ينسجم مع الدخل، مناشدة فرع السياحة والأمانة بإعادة النظر في ذلك الأمر. أما أم سعد، فتشير إلى أن السوق ينتعش في فترات محدودة هي يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وموسم الصيف، وبقية العام لا يشهد حراكا، لافتة إلى أن أهم معروضاتها تتمثل في النباتات العطرية، وبعض مواد العطارة، وأكدت أن هناك موقعا خاصا ببيع الدجاج والحمام، وغالبية العاملين به من الشباب، وأكدت أنه يتعين على الجهات المعنية تكثيف الحراسة على السوق، ففي بعض الأحيان تتعرض المحلات للسرقة والعبث من قبل ضعاف النفوس، وكذلك تجب إعادة النظر في الأسعار. وأضافت أم علي، أن الوقت حان لتطوير السوق سواء فيما يخص المحلات أو المواقف، إذ إن موقعه الحالي لا يفي بالغرض ولا سيما ما يخص مواقف السيارات، وتقترح زيادة المحلات، وزيادة مساحاتها وتقديم أسعار رمزية، وتخصيص أجنحة للأسر المنتجة، ليتفق مع مكانة أبها السياحية وزوارها ولا سيما من خارج المملكة، الذين يحرصون خلال موسم الصيف على زيارة سوق الثلاثاء الشعبي. في المقابل علمت "الوطن" من مصادر مطلعة، أن أمانة المنطقة وبالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة، بصدد تنفيذ مشروع جديد لسوق الثلاثاء على اعتباره ملتقى اجتماعيا، واقتصاديا على مساحة تبلغ 40000 م2، ومجموع المساحات المغطاة بالمبنى 20000 م2، ومجموع المساحات المسطحة 20000 م2، ويحتوي على 13 مبنى تتكون من دور ودورين وتبلغ كلفته 25 مليون ريال، على أن تتمكن العائلات من قضاء يوم كامل به. واعتمدت الفكرة على المحورية في التصميم، فتم تقسيم المخطط لعدة محاور أساسية تجتمع معا في نقطة التقاء هي الساحة المكشوفة الرئيسية للسوق، والتي تطل عليها الكافتيريا وبها أماكن الجلوس المغطاة، كما تم عمل فصل جزئي بين المحلات التجارية وساحات البيع المكشوفة، وبين المنطقة الخدمية والتي يقع بها المسجد والكافتيريا وأماكن الجلوس والمسطحات الخضراء والساحات المغطاة، كما تم تزويد السوق بمدخلين رئيسين ومداخل فرعية لتسهيل الدخول والخروج من السوق، ومنع التكدس المروري ومنع الازدحام، عن طريق توفير مواقف سيارات كافية في حين كان الطراز العسيري هو الطراز المعتمد بالمشروع، وأشارت مصادر ل"الوطن"، أنه بالانتقال للمشروع الجديد ستتم إعادة النظر في الأسعار الحالية.