وصف وزير الثقافة والإعلام في جمهورية الصين الشعبية تشاي المكانة التي تحظى بها المملكة لدى بلاده منذ عشرين عاما مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بأنها كبيرة، وأن العلاقات بينهما تعد مثالا جيدا يقتدى به في العلاقات الدولية، موضحا أن المملكة تمثل أهمية كبيرة في العالمين العربي والإسلامي. وقال لدى استقباله أمس المستشار والمشرف على الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام رئيس الوفد السعودي المنظم لفعاليات الأيام الثقافية في بكين عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع: "إن الصين ترغب في تعزيز التعاون الثقافي مع المملكة، والرفع من مستواه نحو تحقيق آمال وتطلعات قيادتي البلدين". واستعرض خلال الاستقبال أوجه التعاون بين المملكة والصين في المجالات الثقافية، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى زيارة الرياض في سبتمبر المقبل لبحث دعم العلاقات الثقافية مع المملكة. وأوضح أن الشعب الصيني شغوف لمعرفة ثقافة الشعب السعودي، والتعرف على موروثاته الفنية والشعبية، مبينا أن الزوار الصينيين يقفون لأكثر من 9 ساعات من أجل الدخول إلى جناح ، المملكة في معرض شنغهاي 2010 حيث لفتت المشاركة السعودية أنظار العالم الموجودين هناك. وأعرب وزير الثقافة والإعلام الصيني عن رغبته في زيارة الجناح السعودي لمشاهدة ما يقدمه من مواد تجسد الثقافة العربية السعودية العريقة، موضحا أهمية انعقاد الفعاليات السعودية الثقافية في بكين، نحو تعزيز الجانب الثقافي بين البلدين. من جانبه، ثمّن المستشار والمشرف على الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع، الجهود التي قامت بها الحكومة الصينية من أجل تسهيل مهمة إقامة فعاليات الأيام الثقافية السعودية في بكين، معربا عن أمله في تعزيز التعاون السعودي الصيني في هذا السياق، وتحقيق التقارب بين شعبي البلدين. وأكد ترحيب المملكة العربية السعودية بالتعاون الثقافي مع الصين، والرغبة في الوصول بهذا التعاون إلى مستوى متقدم، من خلال تبادل الزيارات بين المعنيين بذلك الجانب في كلا البلدين، ودعم إقامة مثل هذه المناسبات الثقافية لما فيها من أهمية في توضيح عمق الثقافتين الصينية والسعودية، وإيجاد التواصل فيما بينها. وقد تم تبادل الهدايا التذكارية بين الجانبين بهذه المناسبة. إلى ذلك احتشد المئات من الصينيين أمس، أمام مدخل مركز نصب الألفية في بكين لرؤية فعاليات الأيام الثقافية السعودية، التي جذبتهم إليها أنغام الرقصات الفلكلورية وكلماتها التي كان يشدوا بها أعضاء الفرق الشعبية عبر ألوان من الفنون التقليدية المختلفة. واستهلت الفرق الشعبية نشاطها بالعرضة، ثم المزمار، فالينبعاوي، والليوه، والخبيتي، حتى عرضة السيف والعزاوي، وتفاعل الجمهور الصيني مع هذه الألوان لحد مشاركة البعض منهم في عدد منها. وفي ردهة الاستقبال بالمركز، قدمت مجموعة من الشباب السعودي مظاهر الحفاوة والضيافة السعودية التقليدية إلى مرتادي الفعاليات، وذلك من ماء زمزم، والقهوة العربية، والتمور، والشاي. كما وقفت جماهير غفيرة أمام 89 لوحة فنية وضوئية قدّمت مختلف فنون النحت، والآثار، والرسم التشكيلي، في حين استمتعن النساء الصينيات بركن أزياء المرأة السعودية، وقضين وقتهن في رسم الحناء على أيديهن. أما في ركن الخط العربي، والذي يقدم فنونه الخطاط عباس بومجداد، فقد شاهد أكثر من مئة شخص الإبداع في الخط العربي بأنواعه المختلفة من الديواني الواضح، والرقعة، والنسخ، والفارسي، إلى جانب كتابة الكلمات والجمل بالحروف المتداخلة والمنقطة. وقدم الخطاط بومجداد لضيوف الفعاليات لوحات خطية مختلفة تشتمل على الشهادتين، ولفظ الجلالة (الله)، وبعض الأدعية الدينية، وذلك نزولا عند رغبة بعض الزوّار من المسلمين، وكتب للبعض أسماءهم الصينية بالخط الديواني الذي لفت نظرهم أكثر من الخطوط الأخرى .