تظل ظاهرة سائقي السيارات الخاصة أو من يطلق عليهم "الكدادة"، والذين ينافسون سيارات الأجرة الرسمية عند محطات النقل، ظاهرة مستمرة رغم كل المحاولات التي تبذلها الجهات المعنية لمعالجة الظاهرة. ورغم ظاهر سلبية الأمر إلا أن هؤلاء السائقين لديهم الكثير ليبرروا به إصرارهم على مواصلة العمل كسائقي أجرة خاصة، رغم الضغوط التي يتعرضون لها، مع عدم إغفال تبرم وضجر سائقي سيارات الأجرة النظاميين من وجودهم، عند محطات النقل وجذبهم للزبائن على حسابهم. جولة سريعة عند محطة النقل التابعة لشركة النقل الجماعي في الدمام كانت كفيلة لكشف حجم الجرأة التي يمتلكها الكدادة في تحدٍ منعهم من نقل الركاب من ناحية، وتحدي المرور بالموقع من ناحية أخرى. ومن المظاهر المتكررة، هي تحول الشارع المار من أمام محطة النقل الجماعي إلى حلبة كر وفر بين دوريات المرور والكدادة الذين يتحايلون على الموقف وتخليص أنفسهم من المخالفات بسرعة، خاصة في أوقات الذروة بنهاية الأسبوع، حيث تكثر الزبائن، ووقت نزول الرواتب الحكومية كذلك. أما السائقون النظاميون من أصحاب سيارات الأجرة، وغالبيتهم من كبار السن الذين لا يحبذهم الزبائن كثيرا، فقد فضلوا الانزواء مفضلين تبادل الأحاديث الجانبية لحين وصول دورهم لنقل الركاب. محمد الهايفي أحد الركاب، في تعليقه على سبب تفضيله الكدادة على سواهم يقول: "إنني أذهب مع الكدادة غالبا، فهم يمتلكون سيارات حديثة وسريعة، يكفي أن تعرف أن طريق الذهاب إلى الرياض لا يستغرق أكثر من ساعتين ونصف فقط". ويضيف: أما السائقون النظاميون، فهم مجموعة من كبار السن ومركباتهم، أحدث ما يتوفر منها صنع قبل 15 عاما. أما الكدادة فكان لهم رأيهم، وبالفعل كانوا في غاية الجرأة والشفافية للتعبير عن أنفسهم، حيث يقول علي السبعان: جئت هنا للبحث عن مصدر رزق آخر، حيث لا يكفي راتب الوظيفة سوى للإيجار وقسط السيارة والحاجات الأساسية للمنزل، ولدي كثير من الالتزامات، وأضطر أن أنقل الركاب من الدمام للرياض، ويوفر هذا الأمر لي بعض الدخل، أعلم خطورة عملي بالسفر يوميا، والتعرض للمخالفات المرورية، ولكن "مكره أخاك لا بطل". وما يقوله السبعان، يتفق فيه معه زميله مبارك الوسمي، وهو في العقد الرابع من عمره ويرى أن الكدادة أناس بسطاء تلاحقهم نظرات الشبهة أينما حلوا، ويضيف قائلا: نعمل هنا لتحسين دخلنا، نعلم أننا قد نخالف بعض الأنظمة ولكنها مخالفة لا تذكر بحسب ظني، ولا نضر أحدا. ويقول: بالمقابل نجد من يضيق علينا، أما اتهامنا بالسرعة فهو يأتي لكثرة تنقلنا التي تضطرنا لذلك، لسنا ملائكة ولكن الآخرين عليهم أيضا ألا يطلقوا أحكاما مسبقة ومعممة علينا، قبل أن يتركنا لملاحقة زبون وخطفه قبل الجميع، حيث لا يتقيد غالبية الكدادة بنظام الترتيب، وهو ما يسبب العديد من المشادات في مظهر شبه يومي. من جهتها، حملت "الوطن" تلك الظاهرة وأبعادها إلى إدارة المرور بالمنطقة الشرقية ممثلة بالناطق الإعلامي المقدم علي الزهراني، لمعرفة آلية تعامل المرور مع الظاهرة، وطبيعة الغرامات المفترضة، إلا أن الاتصالات به لم تثمر عن شيء حتى إعداد هذا التقرير.