علي عايض آل منصور مهما ازدان المظهر الخارجي، وازداد لمعانه وبريقه، يبقى المضمون والجوهر هو ما يعكس الانطباع. في ظل هذا التقدم الهائل في شتى مجالات الحياة العامة المحيطة بالمدرسة والمعلم والطالب، وسرعة الحصول على المعلومات في وقت وجيز والاتجاه إلى التعليم الافتراضي المعتمد على التكنولوجيا بدرجة كبيرة والكفاءات المدربة.. إلا أن مدارسنا لا تزال أشبه بالمتاحف التي لا يوجد في جنباتها إلا ما هو قديم، حبيس الأدراج وجامع للأتربة والغبار.. ولنا في غرفة مصادر التعلم والمختبرات المدرسية خير دليل، فتجد في الأولى قصص جحا التي لا تزال تضحك على حالنا من حفاظنا عليها، وتجد في الثاني أدوات معملية وأجهزة أكاد أجزم أن عمرها أكبر من عمري..! وما خفي كان أعظم في باقي أروقة المدرسة. والأدهى والأمر أن جميع المناهج تطورت وتغيرت مواضيعها ومتطلباتها، ونحن ما زلنا نحتفظ بهذه "المقتنيات التراثية" التي تراكمت من جيل إلى آخر.. لذلك أقترح: أن يكون لهذه "التراثيات"! قسم خاص في مهرجان الجنادرية، ترعاه وزارة التربية والتعليم لكي تفتخر بهذه المقتنيات. قرأت قصة عندما كنت طالبا في المرحلة الابتدائية، وكتب لي الله أن أواصل دراستي وأصبح معلما، وإذا بنفس القصة على نفس الرف في نفس الغرفة!