(1) دخل 2025 والجسد العربي في حالة تعاف بعد التخلص من آخر سرطانات «البعث» في سوريا، ثم حكومة لبنانية جديدة، ثم وقف الحرب الشرسة في غزة، ثم تنصيب ترمب، ثم تعيين الشرع رئيسا لسوريا، ثم استعادة العلاقات الدبلوماسية بين قطبي العالم أمريكا وروسيا. كان دخولا مهيبا للعام 2025 يبعث على التفاؤل والاطمئنان. (2)ورغم أن 2025 دوّن بعض النقاط المزعجة كأمر طبيعي، إلا أنه رفض المغادرة دون تسجيل نقطة إيجابية وهي رفع العقوبات عن الجمهورية السورية وإلغاء قانون قيصر، ويبقى الأمل بالله كبيرا بأن يكون العام 2026 عام حب وسلام. (3) «التعايش» وإغلاق ملفات الأزمات، أمر لم يعد خيارا، هذا العالم بحاجة ماسة للسلام، والمحبة، والعمل، والأمل، والازدهار الاقتصادي، والأخير أصبح الحل الوحيد لإنقاذ العالم من «الجحيم»، ولكنه لن يتأتى دون استشعار للمسؤولية، ونهوض بالواجب. (4) على مستوى المجتمعات، فالمجتمعات بحاجة لتطوير مؤسساتها، ما يضمن دعم سبل التعايش، والمواطَنة، وتعزيز الانتماء الديني، والوطني، ونبذ الأفكار المتطرفة، ونشر الوعي، ودعم القدوات، والمشروعات المتعلقة بالتقنية، والمستقبل. (5) وعلى مستوى الأفراد، علينا أن نتغير، نهرب إلى الأمام، نحدد الأهداف، نسعى، نتطور، نتخذ القرارات بشجاعة وتروٍ، واستشارة، ونجرّب، ونتفاءل، ونتعاضد، ونتعايش، لنصنع لذواتنا قامة، وأسامينا قيمة، وإنسانيتنا قمة، ولحياتنا «قومة». (6) العام 2026 يحمل تطورا في مشروعات تستغل التقنية لتهدد «الإنسانية»، ومبادئ الإنسانية المشتركة، وقيمها، هي في خطر، لأن الثورة الرقمية المعلوماتية التكنولوجية حملت معها سلبياتها، لتستغلها جهات التحرر، ومنظمات الانحلال، التي تستهدف ما أسموه «منظومة الأخلاق القديمة» لصياغة «إنسان جديد»، وثقافة موحدة، وهوية موحدة، دون نظام، ولكن ما زالت المراهنة على الوعي، والشرفاء، والقدوات الرفيعة، والحكومات الذكية، وأهل العلم، والمعرفة. (7) كل عام وأنتم، وبلادي، والعالمان الإسلامي، والعربي، وكل الشعوب، في حب، وتعايش، وقيم.