تستعد منطقة عسير لحدث مهم، يتمثل في زيارة فريق منظمة الصحة العالمية، منتصف شهر ديسمبر الجاري، لتقييم جاهزية مدن «أبها - محايل - طريب»، وجامعة الملك خالد. وبتوحيهات من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير، وسمو نائبه -حفظهما الله- رفعت الجهات الحكومية واللجان المساندة ذات العلاقة جاهزيتها وفقاً لمعايير المدن الصحية وجودة الحياة، ويجرى تنسيق كامل مع غرفة العمليات المركزية بإمارة منطقة عسير وغرف عمليات المدن من خلال تبادل البيانات المطلوبة، وتسهيل الزيارات الميدانية للفريق، وتوفير الدعم اللوجستي والمعلوماتي. وقد تسنى لي بناءً على دعوتين حضور اجتماعين للجنة الرئيسية لمدينة أبها الصحية، عُقدا في مقر جامعة الملك خالد، كان آخرهما هذا الأسبوع برئاسة معالي رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء السلمي. وناقش المجتمعون زيارة تقييم اللجنة الدولية، وتم عرض التنظيم والترتيبات المقترحة للزيارة، والاستماع إلى تقرير مركز العمليات، والتنسيق التام بين اللجان، واستكمال الملاحظات. وخرجت من الاجتماعين بانطباعات تحمل الغبطة والسرور من خلال تفاؤل الحضور، وإصرارهم على النجاح، والشعور بالمسؤولية، والعمل بروح الفريق الواحد، وسمعت ما يسر الخاطر، ويدعو إلى تحقيق كل ما يرفع من سمعة وطننا بما يتوافق مع الرؤية المباركة. ومنطقة عسير سراة وتهامة منحها الله بيئة صحية جاذبة ومتفردة، تُعزز من جودة الحياة بطبيعتها البكر، وتنوع تضاريسها ومناخها، وجمالها، وقيمها، وشراكات ومبادرات المجتمع المحلي في عسير، الذي أثبت تجاوبه وتعاونه في كل ما يُطلب منه، إلى جانب ما تحقق من إنجازات ونقلات نوعية في تنفيذ المشروعات التنموية. وبتوفيق الله، تسير منطقة عسير بخطوات واثقة ومدروسة نحو السياحة المستدامة، وتحويل الأفكار الاستثمارية، والطموحات، والقصص الملهمة إلى واقع ملموس تتوهج عناوينه بكل فخر واعتزاز كبقية مناطق بلادنا. وتأتي وراء هذه الجهود العظيمة، والآمال المشرقة المحفزة كفاءات وطنية، يعملون بجهود حثيثة على مدى الساعة، لاستيفاء جميع المعايير المطلوبة، وهي متوافرة، ولله الحمد، وفي مقدمتها الأمن والأمان، والظروف المعيشية والصحية والتعليمية والاقتصادية المميزة، وارتباطها بتحقيق جودة الحياة، والحفاظ على الهُوية الثقافية والتراثية، والفنون، والترفيه، والرياضة، والسياحة، والعائد من الاستثمارات، وغيرها أمور كثيرة تؤشر على الشعور الإنساني بالرضا الذي تمتد حوله وحواليه ظلال وارفة، يتفيأ تحتها كل من يعيش على ثرى بلادنا الطاهرة المملكة العربية السعودية. وبحول الله، ثم باهتمام المسؤولين والمواطنين، سنحتفل قريبا بإنجاز جديد، يُضاف إلى مسيرة الخير والنماء والعطاء.