في تصعيد جديد يعكس رغبة موسكو في الرد على الضغوط الغربية والعقوبات المفروضة عليها، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن بلاده اختبرت بنجاح صاروخًا مجنحًا جديدًا قادرًا على حمل رؤوس نووية، وعبور مسافات هائلة تتجاوز قدرات الدفاعات الغربية الحالية. وخلال بث رسمي من الكرملين، ظهر بوتن بزي ميداني في أثناء تلقيه تقريرًا من رئيس هيئة الأركان العامة، فاليري جيراسيموف، الذي أكد أن صاروخ «بوريفيستنيك» قطع أكثر من 14 ألف كيلومتر خلال تجربة أُجريت الأسبوع الماضي، واستمر تحليقه 15 ساعة متواصلة. ووصف التجربة بأنها «اختبار ناجح ضمن برنامج تطوير الأسلحة الإستراتيجية»، مشيرًا إلى أن «قدرات الصاروخ لم تبلغ بعد مداها الأقصى». رسالة مزدوجة يرى محللون عسكريون أن بوتن يحاول عبر هذه التجربة توجيه رسالة مزدوجة: تحدي العقوبات الغربية، وإظهار أن موسكو لا تزال قادرة على تطوير أسلحة تتجاوز قدرات الردع التقليدي. وقد تزامن الاختبار مع مناورات واسعة للقوات النووية الإستراتيجية الروسية، شملت إطلاقات تجريبية من غواصات وقاذفات إستراتيجية، في وقت تم فيه تأجيل قمة مرتقبة بين بوتن والرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، بشأن أوكرانيا. العقوبات الغرببة يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من العقوبات الغربية الجديدة ضد موسكو، إذ يرى مراقبون أن الكرملين يسعى إلى استخدام استعراض القوة العسكرية كرسالة ردع، وتأكيد أن قدراته النووية لا تزال محورًا رئيسيًا في موازين الردع الدولي. وقد كشف بوتن، للمرة الأولى، عن هذا المشروع عام 2018 ضمن حزمة أسلحة وصفها بأنها «لا مثيل لها»، مشيرًا إلى أن «بوريفيستنيك» يتميز بمدى غير محدود، ومسار طيران يصعب تتبعه. إلا أن خبراء غربيين شككوا في موثوقية المحرك النووي، محذرين من مخاطره البيئية، واحتمال تكرار حوادث سابقة، من بينها انفجار عام 2019 في موقع بحري روسي أدى إلى مقتل عدد من المهندسين النوويين، وارتفاع مؤقت في مستوى الإشعاع. استعراض القوة في المقابل، تطالب كييف واشنطن بتزويدها بصواريخ بعيدة المدى، لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة الهجمات الروسية، بيمما تواصل إنتاج طائرات مسيّرة محلية الصنع، استخدمتها بالفعل في جبهات الشرق والجنوب، سعيًا لمعادلة ميزان القوة الميدانية. ويحذر خبراء غربيون من أن تصاعد استعراض القوة النووية الروسية، إلى جانب مطالب أوكرانيا المتزايدة بالتسليح الأمريكي، قد يعمّق سباق التسلح، ويُزيد من تعقيد فرص التوصل إلى تسوية سياسية قريبة.