عشنا ردهة من الزمن نكتوي بنيران الماضوية البائسة. هذه الماضوية قتلت الحياة، والشغف، والسعادة لدى شرائح كبيرة في المجتمع. الترفيه الذي يمارسه أي شخص كممارسة طبيعية في هذا العالم؛ كان لا يجوز حتى أن تفكر فيه ولا أن يمرّ على مخيلتك. كان منطق الماضويين: لا تحلم؛ فالأحلام لا تجوز! انتشر البؤس، وزادت نسب الكآبة، وكَثُرَ المظلومون من النساء. أصبحت حياة الإنسان صاحب المشاعر، والأحاسيس؛ تخلو من كل ذلك! فرضوا على الإنسان أن يكون آلةً تعمل للبقاء، ودون أبسط الحقوق الإنسانية من ترفيه، وغناء، ومسرحيات، وتنشيط للسياحة. حتى أتت الرؤية المباركة لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رؤية السعودية 2030، التي حلّقَت معانقةً السحاب؛ والتي وضعت بلدنا على الطريق الصحيح لأن تكون منافسة قوية لأوروبا. فلقد تعبنا، وهرمنا من أن نبقى أمةً تلدُ آباءها، وأجدادها. ويومنا مثل أمسنا. هذا زمنٌ ولى، لذلك، فُتحت صروح العلم، والمعرفة على مصارعها، وفتح باب الانتساب للجامعات داخلياً، وخارجياً، لينهل الأبناء من معارف العلوم. وشرّعت تشريعات جديدة، وطورت كثير من القوانين بما يتماشى مع المعايير الدولية. وكل ذلك بإشراف هيئة الخبراء بمجلس الوزراء الموقر. كما لا ننسى كيف ازدهر قطاع السياحة، وكيف أن البلد أصبح مقصداً بعد أن كان لا يذكر في عداد الدول المستقبلة للسياح. ولا ننسى وتمكين المرأة، والاستثمار عبر توافد مستثمري العالم؛ وهذا دليلٌ على نجاح السوق السعودي، وعبقرية القيادة السعودية الرشيدة. رؤية السعودية كذلك المارد العملاق؛ الذي خرج من القمقم؛ يحمل فوق أكتافه نهضة وطن، غير مسبوقة، على جميع الأصعدة. هذه الرؤية التي أخرجتنا من دهاليز الظلمات إلى النور، وحررتنا من تخلف الماضي، ومن «ثقافة القبور، وغسل الموتى، وتغليف المرأة» ومن الانعتاق من كثير من المفاهيم الرجعية، والماضوية، والتي كانت تُسبغ بسابغ القداسة. والتشبث ببعض العادات؛ التي تحولت مع الوقت إلى معتقدات دينية، ومسلماتٍ ليس عليها من الله برهان.