في كل عام نحتفل باليوم الوطني، وهو يوم تتجدد فيه مشاعر الفخر والانتماء، ويستذكر فيه أبناء الوطن ملحمة التوحيد التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، لتصبح المملكة العربية السعودية وطنًا شامخًا وكيانًا موحدًا. وجاء اليوم الوطني هذا العام متزامنًا مع عقد كامل من التحولات الكبرى التي قادتها رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية التي أطلقت العنان لطاقات الوطن في مختلف المجالات، وجعلت من السعودية نموذجًا عالميًا يحتذى به في التطور والازدهار. خلال السنوات الماضية، شهدت المملكة قفزات نوعية في شتى القطاعات، بدءًا من الاقتصاد المتنوع، والبنية التحتية الحديثة، وصولاً إلى التحول الرقمي والخدمات الذكية، إنجازات ضخمة جسدت قدرة المملكة على الجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الحفاظ على الهوية والانفتاح على المستقبل، مما جعلها تسابق الزمن في التطور والابتكار. ومن واقع التخصص فإن من أبرز مجالات التطور التي حظيت باهتمام كبير، قطاع السلامة والصحة المهنية، فقد أصبحت السلامة اليوم جزءًا لا يتجزأ من التنمية المستدامة، حيث أُطلقت المبادرات الوطنية لتعزيز بيئات عمل أكثر أمانًا وصحة، مع رفع معايير الالتزام بالأنظمة والتشريعات. وأبرز ملامح التطور وذلك للفخر لا للحصر: استخدام التقنية الحديثة في أنظمة المراقبة والتحكم، مثل أجهزة الاستشعار الذكية للكشف المبكر عن المخاطر. الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في التنبؤ بالحوادث المحتملة واتخاذ الإجراءات الوقائية قبل وقوعها. الرقمنة والتحول الذكي عبر منصات إلكترونية لمتابعة مؤشرات السلامة وتقارير المخاطر في المنشآت. المعايير الوطنية المحدثة التي انسجمت مع أفضل الممارسات العالمية في إدارة السلامة والصحة المهنية. لقد أصبحت السعودية مرجعاً في تعزيز ثقافة السلامة، ليس فقط على مستوى التشريعات، بل أيضاً في الممارسات اليومية داخل بيئات العمل. إن ما تحقق ما هو إلا نتاج عمل دؤوب وخطط طموحة ومشاريع إستراتيجية ومبادرات ريادية ومن أهمها على سبيل المثال: توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر. تطوير الكفاءات الوطنية من مهندسين وأخصائيين وفنيين في السلامة. تعزيز الشراكات الدولية لتبادل الخبرات والتجارب. وعلى ما تقدم يبقى عزنا بطبعنا الأصيل، وعزنا أيضاً بتطورنا المستمر، لنمضي قدماً نحو مستقبل آمنٍ ومزدهر.