تزخر جميع مناطق المملكة بالأسواق الشعبية التي تعد رافدًا اقتصاديًا من روافد التنمية المحلية تعرض فيها المنتجات المحلية من مشغولات يدوية ومنتجات زراعية وصناعية وهي منفذ لبيع وشراء المواشي وما يستخلص منها من لبن وزبد، وغير ذلك، وكذلك أدوات الزينة للنساء كالحناء والرياحين والكحل وما شابه ذلك «العجروش 242»، ويضاف لذلك أنه تجمع بشري للإبلاغ عن توجيهات الحاكم الإداري آنذاك، ونشر الإعلانات الحكومية وتأديب المخالفين وفض للمنازعات وحل للمشكلات القائمة بين القبائل والتحكيم بين الخصوم (الشهراني 1410). وتشتهر منطقة عسير بأسواق شعبية وهى سوق الثلاثاء بمدينة أبها، وسوق اثنين بن حموض بمركز الشعف، وسوق الخميس بخميس مشيط، وسوق الأحد بمحافظة أحد رفيده، وسوق السبت بال يزيد، وسوق الجمعة بالواديين. وقد اشتهرت هذه الأسواق لدرجة إطلاق اسم السوق على البلد أو إردافه لاسم البلد «العجروش 1989» وهناك عدد من الأسواق الشعبية منتشرة في محافظات المنطقة ومراكزها ولكن لا يتسع المقام لذكرها. وغالبًا يتم اختيار موقع السوق قديمًا على عده عوامل منها توفر الأمن وتوسط موقع السوق لأكبر قدر ممكن من القرى والابتعاد عن مجارى السيول والتزام القرى المجاورة لأنظمة السوق. وفي يوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 وبحضور عدد من المسؤولين وشيوخ القبائل تمت إعادة تشغيل سوق اثنين بن حموض بدعم مشكور من إمارة منقطة عسير والجهات المختصة، ويقع هذا السوق بمركز الشعف الذي يبعد 40 كيلو تقريبًا عن مدينة أبها، وتم إنشاؤه منذ فترة قديمة من الزمن، وذلك في عام 1322 للهجرة، حيث دعا الشيخ بن حموض نواب وأعيان القبائل في الشعف وتمنية إلى إنشاء سوق أسبوعي وتمت الموافقة على ذلك، وقد وقع الاختبار على قرية (آل فرحان) لموقعها المتوسط بين القرى، وقد قدم الشيخ بن حموض موقع السوق هدية من أملاكه الخاصة، وتم التوقيع على وثيقة خاصة بالسوق وتضمنت قبلاء «كفلاء» من جميع القبائل والقرى المحيطة وكان عددهم 99 قبيل (كفيل). واشتملت الوثيقة على عدد من البنود الرائعة ومنها (أن من دخل السوق كان أمننا على نفسه وعرضه وماله ويمنع الدائن من طلب الدين من المدين في ذلك اليوم ومن اعتدى على غيره بالعصا أو الضرب يغرم مبلغ عشرون ريال ويسمى (فرانسي أبو صر السلطاني)، ومن تلفظ على غيره بلفظ سيئ فعليه غرامة مبلغ عشرة ريالات، ومن هدد غيره بالسلاح «الجنبية» فعلية غرامة عشرة ريالات. ومن طلب بشخصه لأخذ الحق منه وتخلف عن الحضور لقبلاء السوق فعليه غرامة خمسة ريالات، وغير ذلك من القيم الإنسانية الرائعة وحفظ لحقوق المرأة، وتأكيد على السلم المجتمعي والقيم والشيم وحماية للغابات والغطاء النباتي وازدهار للتجارة، وحفظ لأموال الناس وقطع للخصومات والمنازعات من مهدها. ويدار السوق من (مجلس خاص بالسوق) برئاسة الشيخ بن حموض وقبلاء السوق من جميع القبائل وقد انتهى دور هذا المجلس مع ظهور الحكم السعودي الذي جعل الشريعة الإسلامية منهجًا ودستورًا (سوق اثنين بن حموض دراسة تاريخية وجغرافية جابر على الشهراني وعبد الله عائض الشهراني). ولا يخفى دعم حكومتنا الرشيدة لكل ما فيه مصلحة البلاد والعباد وقد تضمنت رؤية بلادنا الموفقة محاور رئيسية وخطوط عريضة تدعم هذه المناشط تتلخص في ثلاثة بنود أساسية وهي: (وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع محلي منتج) ومما لا شك فيه أن الأسواق الشعبية جزء مهم من منظومة المنطقة السياحية حيث تجلب أعدادًا مهولة من الزوار للمنطقة حفظ الله بلدنا وولاة أمرنا من كل مكروه. ويا أمان العالمين أتم علينا نعم الأمن والإيمان والسلامة الإسلام ودمتم سالمين.