في أي أمة النشء هم المستقبل الذي ينتظر منه بناء الوطن ورفعته، وحفظ أمنه من كل تهديد محتمل؛ لهذا في مناسبة يوم الوطن نشير إلى أهمية هذا الأمر، غرس حب الوطن وتعزيز الإنتماء له لدى جيلنا الصاعد، مسؤولية مشتركة بداية من الأسرة والمدرسة. كرب أسرة حاول دائمًا أن تبين لأبنائك مكانة هذا الوطن على جميع المستويات بما يتناسب مع فكر وعقل الطفل، لا تسمعه أي انتقاد مثلا أمر طبيعي أن تذكر ملاحظة عن أي جهة تقدم خدمة مستشفى أو بلدية أو مدرسة في نهاية المطاف الكمال لله، لكن الطفل قد يفسر هذا بطريقة مختلفة، بدل من ذلك أجعله يسمح الإيجابية التي تشعره أن هذه المؤسسات وضعتها الدولة لخدمته، المدرسة لتعليمه دون مقابل، وبالمثل المستشفى يعالجه في حال مرضه ودون مقابل بينما في دول أخرى كل ذلك بمقابل مالي. توضيح اهتمام الوطن بالنشء يعزز في مخيلتهم حب الوطن، والانتماء الكامل إليه. ثم إن وطننا الغالي كما هو معتاد؛ بحكم ثقله السياسي والاقتصادي والديني على مستوي العالم، يتعرض لحملات إعلامية مغرضة، منها ما تهدف لزعزعة الأمن الذي قلما تجد له نظير، ومنها ما يكون هدفها الشهرة والتكسب على حساب وطن بفضل الله ثم بحكمة قادته مكانه في القمة؛ من أجل ذلك غرس الوطنية منذ الصغر لدى أبنائنا تعطيهم حصانة ومناعة دائمة، ضد التأثر بأي طرح يستهدف بلادنا، خاصة في زمن كثرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، وباتت فضاء مفتوح للجميع، ولأي فكر وطرح. ولابد أن تدرك أنك أنت كأب أو أنت كأم أول المستفيدين من هذا، فحينما ينشأ الطفل على حب الوطن والانتماء إليه، فهذا يجعله مجتهدا في دراسته لشعوره، أنه لابد أن يرد شيئًا من الجميل لوطنه، وبالمثل في عمله مستقبلا، فيكون لبنة صالحة، يفيد المجتمع والأسرة، ويعتز بهويته، ويفتخر بتاريخه وثقافته. أخيرًا حب الوطن مفهوم واسع وشامل تراه يتمثل في طفل يذهب لمكان عام، حديقة أو شاطىء ويستشعر المحافظة على الممتلكات العامة في هذه الأماكن، التي وجدت للمصلحة العامة.