السايكوباتي، سواء كان أبًا أو أمًا، يؤذي من حوله، والمأساة ليست فقط في الأذى، بل في النشوة التي يشعر بها. هرمون الدوبامين يمنحه شعورًا بالتشفي والإثارة، حتى لو كان الضحية طفلًا، بل حتى لو كان طفله. هذه النشوة، بالنسبة له، تفوق أحيانًا لذة العلاقة الحميمة مع أجمل النساء. تخيّل أبًا سايكوباتيًا يجد متعته في إيذاء أطفاله، حيث تُغذي صرخاتهم ودموعهم خلاياه العصبية. يرى في كل دمعة مكافأة داخلية، كأنها هدية إلهية. على سبيل المثال، طفل في المرحلة المتوسطة أرسله والده لإحضار شيء من بيت يبعد خمسًا وعشرين دقيقة مشيًا. رافقه أبناء عمومته، وعندما وصلوا، شاهدوا أطفال الحي يلعبون كرة القدم. انضم الطفل وأقرانه إلى مباراة ودية، تأخر بسببها عشرين دقيقة عن موعد عودته. لم يكن الطفل يتوقع عقابًا قاسيًا، لكن ما رآه في عيني والده كان أبعد من الغضب أو العتب. كانت نظرات الأب كمن يستعد لمعركة حياة أو موت، نظرات مليئة بالحقد والغل. اقترب الأب السادي، أخذ مفتاح السيارة، وأخبرهم أنهم سيعودون مشيًا كما جاؤوا. لم يكن العقاب هو المذهل، بل غياب التعاطف في عيني الأب. كانت نظراته كنظرات محارب يواجه عدوًا، لا أبا يعاقب ابنه. الأب السايكوباتي لا يعرف الرحمة أو الحب. بالنسبة له، الطفل مجرد أداة لتحقيق الرضا الذاتي عبر السيطرة أو متعة رؤية الخوف والألم في عينيه. هذه المتعة، المرتبطة بنشاط في مناطق الدماغ مثل الأميجدالا، تشبه ما يشعر به شخص عادي في لحظات الحب العاطفي. تخيّل خطورة أن يعيش أطفال تحت سقف هكذا، أب يتلذذ بإهانتهم وتعذيبهم، معتقدًا أنه يحكم إمبراطورية. قد تظن أن هذا الأب سيتألم إذا قرأ عن فظاعة أفعاله، لكنك مخطئ. سيشعر بالنشوة، لأن الدوبامين سيغمر دماغه. هو محدود الذكاء، يرى نفسه بطلًا عظيمًا، بل قد يتباهى إذا شُبه بطاغية كصدام حسين، غير مدرك أن هذا التشبيه إهانة. الناس الطبيعيون يفتدون أطفالهم بأرواحهم، لكن الأب السايكوباتي مختلف. لو وجد نفسه في صحراء بلا طعام، وبينه وبين الموت ابنه أو طباخه، سيختار ابنه ليُطبخ، ليس فقط لأنه لا يرى قيمة له، بل لأن فكرة بذل الجهد للطبخ بنفسه إهانة لا يطيقها. في عقله، هو ليس مجرد ملك، بل إله لا يعترف بالأبوة، لأنها تافهة في نظره. يعذب ابنه دون ذنب أو ندم، لأنه يفتقر إلى القدرة على الشعور بألم الآخرين. ختامًا، الأب السايكوباتي مجرد أحمق محتقر يعاني عقد النقص، لكنه سيظل يتلذذ بالإيذاء. حين يقرأ هذا المقال، سينتشي، لأن الدوبامين سيغذي خياله المريض. للحديث بقية.