قاد مسؤولون أوكرانيون كبار وفدا من 60 دبلوماسيا أجنبيا في جولة على مكاتب حكومية متضررة وسط كييف، بعد يوم واحد من أكبر هجوم جوي روسي تشهده البلاد منذ الغزو الشامل، الذي بدأ قبل أكثر من ثلاث سنوات. والهجوم، الذي وقع الأحد، شاركت فيه أكثر من 800 طائرة مسيرة وأخرى مُضلِّلة، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم أم وطفلها، جراء سقوط طائرات مسيرة على مبانٍ سكنية. كما تصاعد الدخان من المبنى الحكومي الرئيسي بالعاصمة، وذلك للمرة الأولى التي يتعرض فيها لضربة مباشرة منذ بنائه قبل نحو قرن. المبنى المكون من عشرة طوابق، والمشيد على الطراز السوفيتي، تضرر بشكل لافت، حيث أظهرت الجولة مكاتب محترقة وركاما متفحما. إشارة واضحة رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، التي رافقت الوفد الدبلوماسي إلى جانب وزير الخارجية أندري سيبيا ووزير الداخلية إيغور كليمنكو، قالت إن الهجوم «إشارة واضحة إلى أن روسيا لا تريد السلام، وتسخر من الجهود الدبلوماسية العالمية». في المقابل، تواصلت الإشارات السياسية المعقدة من الجانب الأمريكي، حيث انتهت مهلة كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد حددها لموسكو في أغسطس دون تغيير في المسار، على الرغم من تعهده بعواقب وخيمة. مع ذلك، تراجع ترمب عن فرض مزيد من العقوبات، محملا طرفي الحرب مسؤولية استمرار القتال، ومعتبرا أن النزاع أصعب بكثير من توقعاته، ومؤكدا أنه يعتزم التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال أيام. الإشادة الأوكرانية من جهتها، قالت كاتارينا ماتيرنوفا، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا التي شاركت في الجولة، إن المبنى الحكومي تعرض لضربة من صاروخ «إسكندر» بالستي لكنه لم ينفجر. وأوضحت، في منشور عبر «فيسبوك»، أن الدبلوماسيين شاهدوا بقايا كبيرة للصاروخ وشظايا ذخيرة عنقودية مرتبطة به، مشيرة إلى أن رجال الإطفاء تمكنوا من حصر الحريق في ثلاثة طوابق فقط. وعلى الرغم من هذا التصعيد، لم يتمكن الجيش الروسي من إحراز تقدم واسع على خط المواجهة، الممتد لنحو ألف كيلومتر، مكتفيا بعمليات بطيئة في المناطق الريفية. في حين يستمر الضغط الأوكراني على الولاياتالمتحدة، لتشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو.