تواجه إيران خطر إعادة فرض العقوبات الأممية بشكل كامل، في ظل تهديد بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتفعيل ما يُعرف ب«آلية الزناد» (Snapback) بسبب تجاوزات طهران المتكررة لبنود الاتفاق النووي لعام 2015. الآلية، التي تسمح بإعادة جميع العقوبات تلقائيًا دون إمكانية استخدام حق النقض في مجلس الأمن، باتت مطروحة بجدية مع اقتراب موعد 18 أكتوبر، وهو التاريخ الذي تنتهي فيه صلاحية تفعيل هذا الإجراء. موقف صارم تتهم العواصم الأوروبية الثلاث إيران ب«الانحراف المتعمد» عن التزاماتها، مشيرة إلى تجاوز مخزون اليورانيوم المخصب 9 آلاف كيلوجرام، بينها أكثر من 400 كيلوجرام بدرجة نقاء 60%، وهي نسبة قريبة من مستوى الاستخدام العسكري. كما تشير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن طهران أزالت معدات رقابية، ومنعت مفتشين ذوي خبرة، ما زاد من صعوبة التحقق الدولي من برنامجها. والأوروبيون عرضوا على إيران، في يوليو، تأجيل العقوبات مقابل استئناف المفاوضات مع الولاياتالمتحدة، والسماح للمفتشين بالوصول لمواقعها، وتخفيض مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، لكن طهران رفضت. بين النفي والتهديد تؤكد إيران أن برنامجها النووي «سلمي»، وترى أن الأوروبيين يفتقدون الأساس القانوني لتفعيل «آلية الزناد»، بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق عام 2018. وحذرت طهران من أن اللجوء لهذه الآلية قد يدفعها للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ما يعني فقدان أي التزامات قانونية دولية بعدم تطوير سلاح نووي. حسابات معقدة في حين لا تستطيع الولاياتالمتحدة تفعيل الآلية منفردة بعد انسحابها من الاتفاق، لكنها تدعم الخطوة الأوروبية. في المقابل، تخشى باريس ولندن وبرلين أن يتسبب تأجيل القرار في خضوع الملف إلى رئاسة روسيا مجلس الأمن في أكتوبر، ما قد يفتح الباب أمام تعطيل إجرائي، على الرغم من أن موسكو لا تستطيع استخدام الفيتو ضد «آلية الزناد». لهذا، يضغط الأوروبيون لتفعيلها خلال سبتمبر تحت رئاسة كوريا الجنوبية للمجلس. فرص التسوية عقد دبلوماسيون من مجموعة الثلاث وأطراف إيرانية محادثات في إسطنبول وجنيف خلال الأسابيع الماضية، في محاولة أخيرة لتفادي التصعيد. ويرى خبراء، مثل علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية، أن هناك «نافذة ضيقة» للتوصل إلى تفاهم قبل انتهاء مهلة الثلاثين يومًا، التي تبدأ فور إخطار مجلس الأمن بعدم التزام إيران. لكنهم يحذرون من أن فرص نجاح المفاوضات تتضاءل مع كل خطوة جديدة تتخذها طهران في تخصيب اليورانيوم. ما الذي يعنيه تفعيل «آلية الزناد»: • إعادة جميع عقوبات الأممالمتحدة: تشمل حظر الأسلحة، وتجميد الأصول، وحظر التعاملات المالية مع كيانات وأشخاص إيرانيين. • عزلة اقتصادية أعمق لإيران: عودة القيود ستزيد من صعوبة تجارتها النفطية والمالية مع العالم. • انهيار فعلي للاتفاق النووي: تفعيل الآلية يعني دفن «خطة العمل الشاملة المشتركة» بشكل نهائي. • تصعيد سياسي وأمني: قد تدفع العقوبات إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتوسيع تخصيب اليورانيوم. • إضعاف احتمالات التفاوض: بعودة العقوبات الأممية، ستصبح أي مفاوضات جديدة أكثر صعوبة سياسيًا وعمليًا.