تُعد منطقة الجوف من أقدم مناطق الاستيطان البشري في الجزيرة العربية، حيث تعاقبت عليها حضارات متعددة تركت إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا عظيمًا، ما يجعلها وجهة سياحية فريدة تجمع بين أصالة الماضي وروح الحاضر. يمثل هذا الإرث قيمة إستراتيجية تمكن الجوف من بناء منتجات سياحية متميزة تعتمد على سرد القصص التاريخية وتجارب الزوار، بدءًا من المواقع الأثرية التي تعود لآلاف السنين مثل دومة الجندل وقلاعها ومساجدها، قصر مارد، وواحة الروضة والبحيرة التي لم تستثمر بعد، وصولًا إلى منتجاتها الزراعية المميزة كزيتونها الشهير الذي يحظى باهتمام محلي وعالمي وتمرها الذي تميزت به عن غيرها. ويُشكّل هذا التنوع الثقافي والطبيعي فرصًا استثمارية واعدة في مجالات الترميم، الفعاليات التراثية، إنشاء المتاحف المفتوحة، وتطوير الصناعات التحويلية مثل مشتقات الزيتون والتمور والعسل وغيرها، متماشية مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تدعم نمو القطاع السياحي وتنويع الاقتصاد الوطني. تأتي جهود الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، أمير منطقة الجوف، ونائبه الأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي، داعمة وميسرة لكل هذه المبادرات، مما يسرّع من وتيرة التنمية ويعزز انخراط المجتمع المحلي الذي أبدى تجاوبًا كبيرًا مع التحول التنموي، محافظًا على موروثه الثقافي ومفتخرًا به، كما يتضح في النشاطات الشبابية النشطة على مدار اليوم. الجوف اليوم ليست فقط متحفًا حيًا يحكي قصص الحضارات التي تعاقبت على أرضها، بل هي بوابة لمستقبل سياحي مزدهر، يفتح المجال أمام المستثمرين والزوار لاكتشاف تاريخ عريق وأصالة مستمرة. *رئيس جمعية الإعلام السياحي