"سلوك خطأ" يحرمه الشرع ويجرمه القانون

من واجبات ولي أمر الطالب والمعلم في المدرسة غرس القيم والمبادئ في نفوس النشء وتوعيتهم بمراقبة الله، عز وجل، في السر والعلن وتذكيرهم بأهمية الأمانة وعدم العش في الاختبارات ليس خشية مراقب اللجان فحسب، بل من رهبة الرقيب الحفيظ وأعظم ما يجب غرسه في نفوس أبنائنا وبناتنا هو استشعار رقابة الله في السر والعلن، فهو مطلع على عباده في كل وقت وكل حين، فمن أسماء الله الحسنى الرقيب الذي لا يغيب عنه شيء من أمور خلقه، وقد يكون هذا السلوك الخطأ والذنب العظيم شؤمًا على المخالف وسببًا في نزع بركة العلم منه وتأخره وفشله في أموره المستقبلية التعليمية والوظيفية.
الغش له أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع وممارسة هذا السلوك الخطأ ظلم للمجتهد المثابر وتعويد للنفس على عدم الجد والاجتهاد ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم، «من غشنا فليس منا». وكما نحذر أبناءنا الطلاب من عدم العش في الاختبارات، ينبغي أن نحفزهم إذا ضاقت عليهم السبل في داخل لجان الامتحانات، وذلك في استحضار المعلومة والجواب الصحيح. يحب أن نعلمهم وندرسهم الاستعانة بالله، عز وجل، واللجوء إليه والاستغفار فإن الله سيفتح عليهم إذا استعانوا به ومن يتق الله يجعل له مخرجًا.
ينتظر الطالب الذي غش في الاختبارات سلسلة من الإجراءات القانونية والإدارية الصارمة وتزداد العقوبة بتكرار هذا الفعل المنكر تصل حد الحرمان من دخول جميع الاختبارات المتبقية، لا شك أن الطالب الغاش في الامتحانات إذا تم ضبطه فإن سيتجرع فضيحة الغش بين زملائه ومعلميه وربما يبقى في ذاكرتهم زمنًا طويلًا.
ومن المشاهد التي لا نتمنى وجودها في مدارسنا، تهاون المعلم في مساعدة الطلاب أو التغاضي عنهم بأي صورة من صور الغش، فإن ذلك فساد وخيانة للأمانة، ويجب ألا تصدر من المربي الموقر الأستاذ الفاضل.
عمومًا... من ربى أبناءه وبناته على عدم مد أيديهم على أموال الناس، يجب أن يعلمهم أن سرقة المعلومات في لجان الاختبارات "سلوك خطأ" يحرمه الشرع ويجرمه القانون.