مع دخول التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يومه الرابع، لا تلوح في الأفق أي بوادر للتهدئة، إذ اتسعت رقعة الهجمات وتضاعفت التحذيرات الدولية، وسط صمت دبلوماسي عنيف ينذر بانفجار إقليمي أوسع. وفي خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا مباشرًا لسكان أجزاء من العاصمة الإيرانيةطهران بإخلاء مناطقهم، تمهيدًا لضربات جوية محتملة تستهدف مواقع عسكرية، وهو تحذير نُشر عبر منصة «إكس» باللغة الفارسية، ويشابه تحذيرات سابقة وجهت لسكان في غزة وجنوب لبنان. هدف مباشر وبحسب السلطات الإسرائيلية، فإن طهران باتت هدفًا مباشرًا بعد أن أطلقت إيران فجر الإثنين موجة صواريخ جديدة باتجاه العمق الإسرائيلي، تسببت بمقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة العشرات. ووفق بيانات متداولة، فإن حصيلة القتلى الإيرانيين بلغت 224 منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الجمعة، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة الإيرانية، فيما أكدت تل أبيب مقتل 14 إسرائيليًا. توسع الضربات وأعلنت إسرائيل، على لسان متحدث باسم الجيش، أنها باتت تمتلك «تفوقًا جويًا» فوق العاصمة الإيرانية، بعد تحييد أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، مشيرة إلى أن مقاتلاتها تستطيع التحليق فوق طهران دون مواجهة تهديدات فورية. يأتي ذلك بالتوازي مع ضربات مكثفة استهدفت مصافي نفط ومراكز سكنية ومواقع استخباراتية للحرس الثوري الإيراني، وأدت إلى مقتل قائد بارز في استخبارات الحرس. إجلاء الرعايا وعلى الصعيد الدولي، بدأت عدة دول في تنفيذ عمليات إجلاء لرعاياها من كل من إسرائيل وإيران. وأعلنت كل من بولندا، قبرص، سلوفاكيا، أذربيجان، وتايوان عن ترتيبات لنقل مواطنيها، في وقت أكدت فيه روسيا أنها تتابع الوضع لكنها لم تقرر بعد إجلاء مواطنيها. أما واشنطن، فأعلنت أن صاروخًا إيرانيًا سقط قرب قنصليتها في تل أبيب مسببًا أضرارًا طفيفة دون إصابات، مما دفعها إلى إغلاق البعثات مؤقتًا. ردود دولية وعبرت السعودية عن «إدانتها واستنكارها» للضربات الإسرائيلية ضد إيران، ووصفتها بأنها انتهاك سيادة إيران ومخالفة للقانون الدولي، مؤكدة رفضها الشديد لأي تصعيد عسكري في المنطقة، وأكّد بيانها على «ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس» والعمل نحو خفض التصعيد، محذرة من التداعيات الخطرة في حال اندلاع حرب إقليمية شاملة، وتعمل السعودية ضمن جهود خليجية ودولية للوساطة بين طهران وتل أبيب. وتشارك في قنوات دبلوماسية تشمل قطر وعُمان، بهدف دفع واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف الضربات واستئناف الحوار النووي مع إيران. فيما دعت كل من روسيا وتركيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، حيث عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوساطة لاستئناف المفاوضات النووية الإيرانية. وفي الولاياتالمتحدة، أعلن السيناتور الديمقراطي تيم كين عن تقديم مشروع قرار يمنح الكونغرس صلاحية حصرية لتفويض استخدام القوة ضد إيران، معربًا عن قلقه من احتمال انجرار واشنطن إلى صراع طويل الأمد. وفي المقابل، كشفت مصادر أمريكية أن الرئيس السابق دونالد ترمب كان قد استخدم الفيتو ضد خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال ولايته، معتبرًا أن الخطوة كانت ستشعل المنطقة. الاتحاد الأوروبي يدخل على الخط ومن جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي عن عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الثلاثاء لمناقشة التطورات، وتنسيق الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد، في ظل مخاوف متزايدة من انهيار المسار التفاوضي بشأن الملف النووي الإيراني، واندلاع حرب إقليمية شاملة تجر قوى كبرى إلى خط المواجهة.