استوقفني استفتاء طرحته بوابة أو منصة «هاوي» الحكومية، حول أكثر الهوايات ممارسة خلال وقت الصيام، وخلصت النتائج إلى تصدر الجري بنسبة 71%، وهي نسبة تدل على ارتفاع نسبة الوعي بين أفراد المجتمع لممارسة الرياضة بشكل عام والمشي أو الجري بشكل خاص، وهذا مؤشر كبير جدًا مقارنة بالعديد من الدول، ويتناسب ورؤية السعودية 2030، والتي تستهدف في مؤشرات الصحة ارتفاع متوسط عمر الإنسان في السعودية، ووصوله إلى 80 سنة بحلول عام 2030م. وبالعودة للاستفتاء ونتائجه، دفعني الشغف لتصفح منصة أو تطبيق هاوي، والإبحار في التفاصيل، ومعرفة أسرار هذا الكنز الثمين الذي وصل له نحو 83 ألف شخص، ويجمع أكثر من 220 هواية مختلفة في شتى المجالات، وتمكن الشباب من الجنسين في تسهيل ممارسة هواياتهم وتطويرها، والدفع بها نحو التطوير والتأهيل واكتساب العلوم، والسير نحو مستقبل يهتم بالهوايات ويفجر الطاقات وينمي الإبداع، ويعزز من اكتساب العلوم المهارية. وبما أن الهوايات لا تعترف بحد ولا وقت، أدهشني تسابق بل هرولة الكثير من الشباب نحو تطوير هواياتهم، وتأسيس الأندية الخاصة بهم، والتنافس المثير لاقتناص الفرص وحصد الجوائز، واكتساب المزيد من المهارات الأخرى، والتي لا حد لها ولا سقف، بدلالة أنه يمكن للموهوب تطوير مهاراته الكتابية واللغوية وصولا لتنمية موهبة القراءة والشعر، وكذلك الرياضات في مختلف أبوابها وتوجهاتها ودهاليزها، وصولا للموسيقى والفنون بأنواعها، وانتهاء بالفروسية والسباحة وجمع الطوابع، وغيرها الكثير الكثير، حتى أصبح قطاع الهوايات يتصدر والأكثر جذبًا للقطاع الخاص عبر 1770 ناديًا مسجلا من مختلف الهوايات، ونحو 83 ألف عضو مسجل. لغة الأرقام الكبيرة والمتصاعدة من يوم لآخر لبوابة «هاوي»، التي أسستها الدولة -أعزها الله- وهيأت لها الأرض الصلبة والخصبة بهدف رفع مستوى جودة الحياة، تدل على منح الإنسان السعودي الأهمية والأولوية، سواء بالدعم والتمكين والتشجيع واكتشاف المواهب وتنميتها، وهو ما يتطلب تفاعل المزيد من الجهات الحكومية، وكذلك القطاع الخاص للانضمام لها ودعم الكم الكبير من أنديتها الثرية والمتنوعة. إن العمل النوعي المتكامل في التطبيق أو المنصة أو البوابة يدعو للفخر والاعتزاز والامتنان للجهات الحكومية والشركاء الفاعلين، والذين قدموا لنا نموذجًا سهلا وسلسًا للموهوبين، بعد أن أسسوا لرؤية وقيم وأهداف ومحددات مهمة تتطلب من الشباب السعودي الهرولة نحو هذه المنصة التي تدعم وتمول وتتبنى وتنجز وتعمل من أجلكم ومن أجل الأجيال القادمة الشغوفة بتنمية مواهبها، ومنافسة العالم في كافة المجالات.