المحركات النفاثة تقرب بين الولايات المتحدة والهند إستراتيجيا

أظهر تحليل مركز الأبحاث البريطاني المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS)، بعد قرار التعاون الدفاعي والتكنولوجي بين الولايات المتحدة والهند، عددا من العقبات التي تواجه الهند بشكل أكبر من أمريكا، ومنها أنه يصعب على الهند إدارة مشاركة أعلى مع الولايات المتحدة من خلال عقود الشراء المستمرة في مواجهة تشابكها الدفاعي المستمر مع روسيا.
ومع ذلك قدم قرار الولايات المتحدة بنقل تكنولوجيا المحركات النفاثة إلى الهند اختبارًا غير مسبوق لقوة العلاقات بينهما وسيعزز أيضا من إستراتيجية الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ.
وخلال زيارة الدولة الأولى لرئيس الوزراء ناريندرا مودي للولايات المتحدة، أعلنت واشنطن قرارها بالمشاركة في تكنولوجيا المحركات النفاثة F-414 التي أثبتت كفاءتها من GE Aerospace بالتعاون مع الهند.
وتعد الصفقة هي أحدث وأجرأ محاولة من قبل البلدين لبناء شراكة إستراتيجية تركز على الصين، والتي تتفق أيضًا مع رفض الهند الطويل الأمد للتحالفات الرسمية. ومن المرجح أن يؤدي هذا الترتيب الجديد إلى تقريب الولايات المتحدة والهند من الناحية الإستراتيجية، سيعتمد الكثير على طريقة تنفيذ الصفقة، لا سيما أجزاء تصميم المحرك النفاث الأمريكي التي سيتم نقلها في النهاية إلى الهند وكيف سيؤثر ذلك على مخزون الهند الإجمالي من القدرات الإستراتيجية.
التغيير التدريجي
وتؤكد العديد من الخطط الأخرى على التغيير التدريجي الذي حدث بين الولايات المتحدة والهند: ستشتري الهند 31 طائرة من دون طيار للاستخبارات القتالية والمراقبة والاستطلاع من طراز جنرال أتوميكس MQ-9B؛ ويعمل البلدان على إضفاء الطابع المؤسسي على مبادرات إضافية خاصة بالدفاع مثل خارطة طريق التعاون الصناعي الدفاعي، فضلاً عن الاتفاقيات الخاصة بإصلاح السفن، والبحوث الفضائية وتطويرها، وإنشاء شبكة أكاديمية وبدء تشغيل مشتركة. بصفتهما أعضاء في مجموعة الدول الرباعية، التي ستقودها الهند في عام 2024، يمكن أن تسعى نيودلهي وواشنطن إلى استخدام أفضل لمنصات تبادل المعلومات لتعزيز الوعي بالمجال البحري الإقليمي لديهما.
التنسيق الدفاعي
لجيل كامل، سعت الدبلوماسية الأمريكية الهندية للتغلب على نمط التوقف والبدء في التعاون الدفاعي، نتيجة لعقوبات التكنولوجيا الفائقة التي فرضتها الولايات المتحدة على الهند بعد أن اختبرت الأسلحة النووية في عام 1998. واستبدلت واشنطن لاحقًا هذه بضوابط تصدير أكثر ليونة تتعلق بوضع الهند غير المنحاز وحيازتها لأسلحة نووية خارج معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وفي عام 2014، أطلقت نيودلهي حملة رفيعة المستوى بعنوان «صنع في الهند»، استكملت لاحقًا بحملة مودي «الهند المعتمدة على نفسها» التي تسعى إلى إنتاج محلي.
وفي قطاع الدفاع، خففت الهند قواعد الاستثمار الأجنبي والمشاريع المشتركة، لكن منذ عام 2016، من الناحية العملية، أبطأت عمليات الشراء الجديدة الكبيرة للمعدات العسكرية الجاهزة.
وأدى ذلك إلى تقويض مبادرة تجارة تكنولوجيا الدفاع الأمريكية الهندية لعام 2012 التي سعت إلى تعزيز التطوير المشترك وإنتاج الأنظمة بما في ذلك صاروخ جافلين الموجه المضاد للدبابات منذ عام 2020، ومع ذلك، فإن تأكيد الصين في المناطق الحدودية المتنازع عليها مع الهند، وعبر المنطقة على نطاق أوسع، أعاد تنشيط جهود التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والهند.
أجندة قوية
ومنذ عام 2021، اعتمد القادة الأمريكيون والهنود على مستشاري الأمن القومي، جيك سوليفان وأجيت دوفال، على التوالي، لبدء السياسات المشتركة بين الإدارات والتحكيم فيها. وسعى الجانبان إلى توسيع نطاق التعاون الإستراتيجي، بما في ذلك في مجال التقنيات المدنية وذات الاستخدام المزدوج، وفي التطوير المشترك لتقنيات الجيل التالي، مما سيخفف من آثار سياسات الولايات المتحدة للرقابة على الصادرات، والتي لا تزال سارية.
ويبين البيان المشترك الصادر في يونيو الماضي للآليات التي تم وضعها لتعزيز الاستثمارات المتبادلة طويلة الأجل، والتي تضمنت إطلاق حوار تجاري إستراتيجي بين الوكالات وشراكات غير مسبوقة بين القطاعين العام والخاص في مجال أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والاتصالات المتقدمة والحوسبة الكمومية وتكنولوجيا الفضاء المدنية. وعقد الاجتماع الأول للحوار التجاري بعد أيام من إصدار البيان المشترك.
وبموجب اتفاقية تم الإعلان عنها خلال الزيارة، ستقوم GE Aerospace بالتوريد عبر نقل تقني بنسبة %80، المملوكة للدولة Hindustan Aeronautics Limited بمحرك F-414 لاستخدامها في البديل التالي من الطائرات الهندية الخفيفة متعددة المهام. وقال البيان المشترك إن الاتفاقية «الرائدة» ستسمح بنقل أكبر لتكنولوجيا المحركات النفاثة الأمريكية أكثر من أي وقت مضى. يعكس هذا ترتيب الإنتاج المشترك بين الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية لنفس المحرك.
عقبات التعاون الدفاعي بين أمريكا والهند:
تواجه الهند تحديات اقتصادية تتعلق بالاستحواذ الدفاعي لا يزال التضخم في الهند أعلى والروبية أضعف مما تريده الحكومة قد تصبح سياسة الحفاظ على المشاركة في كلتا العاصمتين أكثر صعوبة بسبب انتخابات 2024 من المحتمل أن تحدث تغييرات مهمة في الموظفين بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الولايات المتحدة لديها أولويات أعلى من الهند من حيث السياسة الخارجية والدفاع