في الوقت الذي تعد فيه متابعة تحصيل الطلاب العلمي ومدى انخراطهم وتأقلمهم مع الجامعة التي يدرسون بها، أبرز المهام المناطة بعمل الملحقيات الثقافية بالخارج، إلا أن عدداً من الطلاب يرون قصوراً في أداء تلك المهمات من قبل بعض الملحقيات الثقافية، ففي الوقت الذي يشهد فيه إجراء المعاملات الإدارية مثل استخراج ضمان مالي سرعة الإنجاز، يواجه ذلك ضعف في مستوى التحصيل العلمي بحسب ما أكده عدد من الطلبة المنتسبين إليها، ويشير أولئك إلى أن الملحقية تحرص فقط على معرفة حالة الطلاب سنويا من حيث النجاح والرسوب، من أجل منح الضمان المالي لعام دراسي جديد، أو لإعادة السنة الماضية في حالة الرسوب. يقول الطالب عبدالعزيزالدخيل إن المشرف الدراسي ولمدة ثلاث سنوات هي فترة دراسته الجامعية لدرجة الماجستير لم يتواصل معه على الإطلاق، ولم يكن يعلم أي شيء عن تحصيله العلمي، ومدى ضعفه، أو تفوقه الدراسي، ولم يخف الدخيل رسوبه في عدد من المواد، وخوفه من اتصال الملحقية والمساءلة، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث؛ فمنذ البداية تبين له أن المشرف الدراسي بالملحقية لا يملك الوقت أساسا لمتابعة طلابه، بسبب كثرة مهامه في الملحقية، والعدد الكبير للطلاب والطالبات الذين يشرف عليهم، مما يعني بحسب تعبير الدخيل أن الطالب يعرف منذ بداية وصوله بأن المشرف الدراسي بالملحقية لن يسأل عنه إطلاقا، فيختار ما يريد من معاهد وجامعات ومدن دون استشارة المشرف. ويضيف الدخيل بأنه عند زيارته للملحقية لإجراءات إغلاق الملف الدراسي بعد التخرج، لم ينظر المشرف إلى سجله الأكاديمي، أو يناقشه بنقاط الإخفاق والتفوق، أو يجري معه استبياناً حول الجامعة أو المعهد الذي درس به. وينتقد الطالب عبدالرحمن الشمري تعامل بعض الملحقيات مع الطلاب عند وجود أي مشكلة مع الجامعة، وبحسب قوله فإن المشرف الدراسي يرمي اللوم مباشرة على الطالب، ويتهمه بالإهمال عند الشكوى أو التذمر من أي عوائق تصادفه في الجامعة. ويشير الشمري إلى أن إحدى الجامعات عزلت الطلاب السعوديين عن غيرهم، وأجبرتهم على الدراسة في مبنى خارج الجامعة مع بعض الطلاب الصينيين والنيجيريين فقط، وعند تحدث أحد الطلاب مع نائب الملحق تعهد الأخير بحل المشكلة صباحا، وبعد الاتصال به بعد عدة أيام قال إنه لا يعرف شيئا عن المشكلة وأمضى الطلاب السنة الدراسية كاملة خارج الجامعة، ولم تحل المشكلة. أسامة المحمد (طالب ماجستير) يقول إن استقبال الملحقيات في بداية وصول المبتعث جميل جدا، وتعامل المشرف أيضا رائع، ولكن المشرفين تنقصهم الصلاحيات في كثير من الأمور المتعلقة بعملية الإشراف على الطلاب. ويشير إلى أن المشرف وعلى مدار ثلاث سنوات لم يسأل عنه ولا عن دراسته، وفي ذات الوقت فإن الجانب الإيجابي يتمثل في إنهاء كافة طلبات الضمانات المالية والتعاريف بسرعة، حتى لا يؤثر ذلك على مسيرة الطالب الدراسية. ويرى المحمد أن الملحقيات بحاجة إلى تنظيم شامل، وإعادة هيكلة تشمل العاملين بها، فهم الأساس في الملحقية من أجل متابعة الطلاب، ومعرفة ظروفهم، وأسباب إخفاقاتهم إن وجدت للتغلب عليها ورفع معنوياتهم وأيضا لتحذيرهم من التعثر والإهمال.