زاد السعوديون واحداً!

كأن أم فيصل كانت تنتظر إعلان نتائج التعداد السكاني حتى تزف إلي خبر أنني سأكون خلال أشهر قليلة أبا لمرة جديدة، إذا فقد فوت التعداد السكاني مواطنا سعوديا قادما!!.
مواليد اليوم ليسوا كمواليد الأمس، فهم مشاريع استنزاف منذ اللحظة الأولى لإعلان ولادتهم، استنزاف عقلي ونفسي ومالي، يبدأ الاستنزاف عقليا بالتفكير بالمستقبل الذي يجب رسم مساره وتخطيطه لهذا المولود والعناية به صحيا وغذائيا وتربية وتعليما، والاستنزاف نفسيا بالتفكر بالحياة التي تنتظر هذا القادم إلى هذه الدنيا العابسة في وجه كل من لا يملك سندا ولا واسطة، والاستنزاف ماليا يبدأ منذ أن يكون نطفة لا يزيد حجمها على حجم القرش الواحد، لكنه يصبح رقما صعبا في ميزانية الأسرة منذ هذه اللحظة على أمل أن يرفع من كشوفاتها عند التخرج والحصول على وظيفة والاستقلال بحياته الأسرية، وهو ما قد لا يحصل أبدا لأن اتكال بعض الأبناء على الآباء اليوم أصبح كالمؤبد لا يكسر سلسلته غير عزرائيل!!.
إذا كان هذا هم الأب بمولود إضافي، فكيف هو هم المجتمع ببضعة ملايين يضافون إلى تعداده ويزيدون إثقال كاهله كل بضع سنين؟!، لقد كشفت نتائج التعداد السكاني الأخير أن معدل الزيادة السكانية عندنا مرتفع ومتسارع بشكل مقلق، وهو ما ينبئ بأزمة ذات يوم عندما يختل ميزان موارد البلاد الطبيعية مع عدد سكانها، فهل حان الوقت لكبح الجماح بعض الشيء؟!.