قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي إن زيارته للجزائر تدخل في سياق دينامية الحكومة الجديدة، التي يقودها حزبه “العدالة والتنمية”، وتأتي استجابة لنداء الشعبين الشقيقين بتجاوز المشكلات العالقة. وأكد سعد الدين العثماني في تصريح ل”الشرق” أن ما يجمع المغرب والجزائر أكثر مما يفرقهما، مشيراً إلى أن بوادر الانفراج تلوح في الأفق، خاصة أن مسؤولي البلدين يدركون جيداً أنه لا مناص عن إعادة المياه إلى مجاريها، وإعادة الدفء للعلاقات الثنائية. وأشار العثماني، الذي يزور الجزائر اليوم وغداً، إلى أن تحسين العلاقات تفرضه عوامل متعددة، في مقدمتها التاريخ المشترك والحدود المشتركة، إضافة إلى أن إعادة الروح للعلاقات الثنائية من شأنها أن تنعكس بالإيجاب على الشعبين، ليس على المستوى السياسي فحسب، وإنما على المستوى الاجتماعي والاقتصادي ومجالات أخرى. فيما علمت “الشرق” من مصادرها الخاصة، أن وساطات محلية وإقليمية ودولية دخلت على خط تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، قادتها سابقاً المملكة العربية السعودية منذ سنوات، وهو ما أكده السفير فوق العادة في الرباط، محمد بن عبدالرحمن البشر، الذي أكد ل”الشرق” أن “المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تبحث عن الخير أينما كان، سابقاً وحالياً ولاحقاً، وتسعى إليه بكل الطرق أينما كان، وستبقى على هذه الطريق مستقبلاً”، وهو ما يفسر جهود المملكة في إزالة كل عوائق التقارب بين البلدين الجارين. وتوقعت مصادر “الشرق” أن يتم الإعلان قريباً عن اجتماع مرتقب بين قيادتي البلدين، على هامش ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي، الذي يصادف يوم 17 فبراير المقبل. وكانت الذكرى الأولى للثورة التونسية، التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي، فرصة التقى حولها قادة وممثلو البلدان المغاربية الخمسة، حيث تم التأكيد على ضرورة إعادة الروح لاتحاد المغرب العربي، باعتباره خياراً لشعوب المنطقة. ودعا منصف الرزوقي إلى الدخول في مرحلة بناء الحريات الخمس في المغرب العربي؛ حرية التنقل، والاستقرار، والعمل، والاستثمار، وحرية الانتخابات البلدية للمواطنين المغاربيين حيث يقيمون، مشيراً إلى أن قضية الصحراء المغربية هي التي جمّدت المشروع، مؤكداً “علينا تجاوز هذه العقبة إذا لم ننجح في تسلقها، فالقضية الآن موجودة عند الأممالمتحدة، فلنحيد الموضوع إذاً ولنمض في بناء الفضاء المغاربي”. ومن المرتقب، حسب مصادر “الشرق”، أن يتم خلال زيارة الوزير سعد الدين العثماني التطرق لمجموعة من الموضوعات، في مقدمتها التعاون الاقتصادي، وفتح الحدود، واتحاد المغرب العربي، واللجنة العليا المختلطة، التي يرأسها عادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أو من يمثلهما، إضافة إلى تفعيل اتفاقيات سابقة، وتحديد جدول زمني لعقد اجتماعات على المستوى القطاعي.