محمد بن قريطع العنزي « أنا ضد الفساد، ولكنني أيضا ضد فوبيا الفساد» بهذه الكلمات الرائعة ودع الدكتور الرائع خالد الغنيم شركة الاتصالات السعودية وقد عرف عنه دماثة الخلق والتواضع الجم والنزاهة نحسبه والله حسيبه. وللأمانة فإن هذه الجملة هي تجسيد لواقع نعيشه ليل نهار من وجهة نظري الشخصية على الأقل، فالتشكيك في أي شيء والاتهام بالفساد هي نظرة السواد الأعظم في مجتمعنا، وأنا هنا أتساءل من هو المتسبب في تشكيل الكثافة السالبية التي تحيط بنا وتطوقنا؟. في هذا المقال سوف أتحدث عن الفساد تعريفه ومؤشراته لعلي أستطيع أن أحد من هذا التعميم الذي تفشى واستشرى وأن تسمى الأشياء بمسمياتها، فالفساد وحسب تعريف البنك الدولي هو إساءة استعمال السلطة للكسب الخاص أي الرشوة من خلال تسهيل في عملية قبول طلب أو رفضه وتسهيل عقد أو إجراء. ويمكن أيضا استغلال السلطة بتعيين الأقارب وهنا تسمى حسب تسمية صندوق النقد الدولي (علاقة الأيدي الطويلة) وللفساد أنواع عدة: فمنه الفساد الإداري والمالي والاجتماعي وكذلك الفساد الأخلاقي والفساد الاقتصادي. ونظراً للضرر الكبير الذي يلحقه الفساد في المجتمعات فقد تأسست منظمة الشفافية في عام 1993 وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في برلين. ويصدر من المنظمة ثلاثة مؤشرات عالمية للفساد هي: مؤشر مدركات الفساد والتقرير العالمي الشامل عن الفساد وأيضاً مؤشر دفع الرشوة. وتبنى هذه التقارير على معلومات تجمعها المنظمة من رجال أعمال وأكاديميين وموظفين في كل دولة على حدة من خلال تجاربهم اليومية. وفي المملكة العربية السعودية ومن خلال الاطلاع على الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة وجد من بين أهدافها حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وتوجيه المواطن والمقيم نحو التحلي بالسلوك واحترام النصوص الشرعية والنظامية وكذلك تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع من خلال وسائل متعددة من ضمنها تأسيس قاعدة معلومات وطنية وإقرار مبدأ الشفافية وتعزيزه داخل مؤسسات الدولة، والهيئة تعمل جاهدة في هذا المجال وإنجازاتها رغم عمرها القصير محل تقدير من الصغير قبل الكبير. وختاماً، الفساد ظاهرة قديمة وجدت مع وجود المجتمعات الإنسانية والأنظمة التي تحكم هذه المجتمعات عبر التاريخ ولا يمكن اقتصار الفساد على شعب أو ثقافة أو مذهب دون غيره.