أكدت المتحدثة جوزيان سريح الأستاذ المشارك في الجامعة اللبنانية الأمريكية، على أن عدد النساء في المناصب القيادية بالشركات العائلية في المملكة لا يزال محدوداً للغاية، رغم الزيادة السنوية الملحوظة في عدد النساء في سوق العمل التي قدرت ب 46 % . وأشارت خلال ورشة عمل حملت عنوان «تفعيل دور المرأة في الشركات العائلية» أقيمت أمس ضمن فعاليات أسبوع «عمل المرأة.. آفاق جديدة» التي تنظمه غرفة الشرقية إلى دراسة حديثة أجريت في الجامعة اللبنانية الأمريكية تبين أن النساء تشكل حوالي 49 % من العاملين في المناصب الإدارية والمهنية، وحوالي 12 % من الموظفين نساء في 500 شركة من كبرى الشركات في الولاياتالمتحدة، وأن 4 % فقط من النساء هن أصحاب الدخل العالي، و 6.2 % فقط من النساء اللاتي يحملن مراتب وظيفية عالية مثل: الرئيس التنفيذي أو نائب الرئيس التنفيذي، وأقل من 5 % يشغلن مناصب الرئيس التنفيذي. وذكرت أن الشركات العائلية تحتل النسبة الكبرى من إجمالي الشركات العاملة في الاقتصاديات الوطنية لعديد من الدول، فهي تستوعب أعدادا كبيرة من القوى العاملة، وتمد السوق بعديد من المنتجات المتنوعة، وتستوعب قدرا كبيرا من الادخار، عدا أنها تساهم بجانب كبير من التجارة الخارجية، وتشكل هذه الشركات نسبة 85% من الشركات المسجلة عالميا، كما أنها تقوم بتشغيل مابين 50% إلى 60% من الأيدي العاملة في عديد من دول العالم. واستعرضت سريح التحديات التي تواجه الشركات العائلية، وأبرزها ضعف التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى في حال الوفاة المفاجئة للمؤسس واختيار الشخص المناسب للقيادة، والحاجة للسيولة النقدية، والاختلاف الذي يحصل بين أفراد العائلة حول قرارات البيع والشراء، وعدم الفصل بين الملكية والإدارة». وأشارت إلى دراسات عالمية عدة تؤكد أن بداية الشركات العائلية تبدأ مع الجيل الثاني والثالث، فعلى المستوى العالمي نجد أن 66% من المؤسسات العالمية تنتقل من الجيل الأول إلى الثاني و13% فقط تنتقل من الجيل الثاني إلى الثالث، وكذلك سيطرة التعامل بالأسلوب (الأبوي) في إدارة الشركة وصعوبة تحقيق المواءمة بين مصالح الشركة المالية ومصالح العائلة، وتأثر اتخاذ القرار مع زيادة عدد أفراد الأسر عبر السنين، وضعف التابع عند غياب المؤسس، واتساع حجم الاستثمار. وذكرت أن هناك بعض التحديات تأتي من خارج العائلة كانخفاض حجم الإنفاق الحكومي وأثر تطبيق الأنظمة الاقتصادية الجديدة، وأخيرا تحديات العولمة. وحول مشاركة المرأة في الشركات العائلية في عديد من دول العالم، قالت إن نتائج الدراسات في الولاياتالمتحدةالأمريكية تفيد أن ما يقرب من 24% من الشركات العائلية هناك تقودها نساء (منصب رئيس تنفيذي أو رئيس شركة) وأن ما يقرب من 31,3% من الشركات سوف تقودها نساء في الجيل الثاني، وأن ما يقرب من 60% من الشركات تشارك النساء في الإدارة العليا فيها .. بخصوص الشركات العائلية في المملكة لفتت جوزيان سريح إلى اتفاق عديد من الدراسات على أن نسبة الشركات العائلية السعودية تصل إلى 95% أي أن عددها قد يصل إلى 760 ألف شركة عائلية، وتصل استثماراتها في المملكة إلى ما يزيد على 260 مليار ريال، أي ما يعادل قرابة 25% من الناتج المحلي، كما أنها تمتلك ما يصل إلى حوالي 62% من إجمالي ثروة الشركات في الشرق الأوسط ، منوهة بأنه «وعلى الرغم من قلة عدد الشركات العائلية الكبيرة التي أفسحت المجال للسيدات للوصول إلى مراكز قيادية فيها إلا أنها أتاحت للمرأة الوصول لهذه المناصب». وتم خلال ورشة العمل مناقشة الانعكاسات الاقتصادية للشركات العائلية التي يمثل رافدا اقتصاديا أساسيا من روافد الاقتصاد السعودي، خاصة في ما يتعلق بخلق الوظائف الجديدة، وتوطين الوظائف القائمة، كما أنها تسهم في توفير احتياجات أفراد المجتمع من السلع والخدمات، وتسهم في دعم العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط بين المملكة ودول العالم الأخرى. من جهة أخرى تبدأ اليوم جلسات متنوعة حول الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي، وتترأس الجلسة عضو المجلس التنفيذي لمجلس شابات الأعمال منى الباعود، ويتحدث فيها كل من مدير إدارة المشاريع في هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية المهندس عبدالله الفصام، والباحث الهندسي في إدارة الدعم الفني في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية هيا ديين.. في حين تتناول مشرفة الفرع النسائي في مركز التنمية الصناعي بالهيئة الملكية في الجبيل نورة الكريديس تجربة حاضنات الأعمال في الجبيل الصناعية، بينما تبحث مديرة القسم النسائي في مصنع الزامل منيرة الزامل أهمية التدريب وخلق بيئة العمل المناسبة في المجال الصناعي.