يدخل كمال عبدالقادر عالم الكتابة الروائية، بعد مشوار طويل توزع مابين العمل الصحافي والتليفزيوني، من خلال عمله الذي سيصدر في غضون أيام ويحمل عنوان «أنت طالق». وسبق لعبدالقادر أن أصدر مجموعة من المؤلفات المنوعة ومن أبرزها «حكاية اسمها غازي القصيبي»، «الحب والفراق إنه محمد عبده يماني» و«ثلاث مدن». «الشرق» سألت عبدالقادر عن دخوله المفاجئ لميدان الكتابة الروائية، وما الذي دفعه للإقدام على هذه المغامرة الجديدة، ليجيبنا بالقول :«سؤالك، فيه كثير من شبهات ال«توريط» فحين تقول «المغامرة الجديدة» فكأنما هناك مغامرات قديمة، ولكن لا مانع أن أقع في هذه الورطة، أما الكتابة، لمن مارسها لأكثر من ثلاثين عاماً، لا تُعد مغامرة، إطلاقاً، وفكرة كتابة العمل الروائي، كانت تراودني منذ فترة طويلة جداً، ولكني كنتُ أبحث عن مضمون العمل الذي أريد أن أتقدم به للمجتمع، وليس الهدف هوأن أقدم أي شيء، دون النظر لماهيته». لكن ما الذي يعد به كمال عبدالقادر من خلال هذه الرواية؟. نسأله فيجيب بشكل مختصر : «هو عمل أقرب إلى حبل الوريد لهذا المجتمع.. وقراءة دقيقة جداً لتفاصيل الحياة الزوجية». وحين نقول له إنك واحد من الصحافيين الذين يوصفون بالجرأة، فإلى أي مدى ستكون هذه الجرأة حاضرة في هذه الرواية؟. فإنه يجيبنا مباشرة :«إلى أبعد حد ممكن، وبمنتهى الأدب، بمعنى أن الرواية جريئة، ولكنها لا تخدش الحياء، كما يسعى «كثيرٌ» إلى الشهرة من خلال الحديث عن مواضيع مثيرة للرغبات كالجنس، مثلاً، في أعمالهم الروائية». وحول نظرته إلى المشهد الروائي السعودي، وإلى أي حد يقف مع هذه الطفرة الروائية الكبيرة، يقول عبدالقادر: «الطفرة، وصلت إلى حدود كل شيء، لكنها، توقفت عن الأخلاق الحميدة، التي تقلصت مساحاتها إلى أضيق الحدود، للأسف الشديد، وعن الطفرة في العمل الروائي، للأسف، فهناك عشرة أسماء، فقط، يمكنك أن تقرأ لهم أعمالهم في مجال الرواية، فهل يعقل أن تختزل إبداع الرواية في هذا العدد؟». ولما كان عبدالقادر يوصف بأنه أحد الكتاب الناشطين في المجال الاجتماعي، فإننا نسأله عن رؤيته لما يقوله بعض المتابعين من أن مشكلة الثقافة اليوم في المملكة هي مشكلة المثقفين أنفسهم الذين لم يستطيعوا أن يعطوا النموذج الجيد عن المثقف الفاعل والمتفاعل مع مجتمعه، فيجيبنا بالنفي :«المثقف، ليس هو المسؤول عن واقع الثقافة، إطلاقاً، وهناك ألف سبب لكل مشكلات المجتمع، وأهمها سقف الحرية في المجتمع، قد لا يرضى به كثير من المثقفين».