تبلورت أمس رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أرض الواقع، بعدما دشن في المدينة الصناعية الثانية في الدمام أول سيارة تصنع في السعودية، وهي سيارة تابعة لمصنع شركة «آيسوزو» العالمية. وتمثلت رؤية خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته التاريخية إلى اليابان في أكتوبر من عام 1998، بأهمية نقل التقنية من الشرق وتوطينها، وذلك خلال لقائه كبار الرؤساء التنفيذيين للشركات اليابانية العملاقة. ومما لاشك فيه أن هذا التوجه الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين يمثل رافداً جديداً يرفد به الاقتصاد الوطني، كما يعدّ أحد مصادر تنويع الدخل، وأن الصناعة هي الخيار الاستراتيجي للتنمية المستدامة، كما أن هذا التوجه يعطي السعودية ثقلاً اقتصادياً آخر، ما سيجعلها مركزاً إقليمياً وعالمياً في صناعة السيارات من خلال دخول الشركات العالمية لإنتاج السيارات إلى السوق المحلي، إذ بأن وجود صناعة السيارات في المملكة سيوجِد فرصاً جديدة لصناعات أخرى، ويعمل على نقل التقنية وتطوير قطاع الإنتاج. إن هذه المشروعات، التي تعدّ من المشروعات النوعية، تمثل قيمة مضافة للقطاع الصناعي، وتسهم في متانة الاقتصاد السعودي، باعتباره ينفذ استراتيجية صناعية متعددة، تهدف إلى توطين الصناعة في المملكة، واستقطاب الاستثمارات الصناعية الأجنبية الكبيرة. نحن متفائلون بأن هذا المشروع هو مقدمة لإنشاء مصانع أخرى تتعلق بصناعة السيارات وقطع الغيار، ومن ثم توطين هذه الصناعة في المملكة بشكل كامل، وأن هذه الأمور تسير على مراحل متعددة، وهنا يتعين الإشارة والإشادة بالخطوة المبهرة التي نفذتها هيئة المدن الصناعية «مدن» من خلال تشييدها مبنى المصنع وفقاً لمواصفات ومعايير شركة آيسوزو، وهي خطوة تؤكد سعي «مدن» إلى استقطاب استثمارات صناعية جادة.