جاء علي الهويريني من غمام الزمن الجميل، طائرا في رحلة وجع وانتماء من الفن إلى الفن، ليضع قدمه على أرض الشاشة القابعة داخل الشاشة، في حضور بهي تخلَّص فيه من كل الأعباء و»الرسمنة»، وراح يرتجل حكاية الخبز والنار. الرجل الطاعن في سن الرسالة -كما عنوّن نفسه على اليوتيوب (http://www.youtube.com/watch?v=IMGwM4wKVFU)- نفض القناعات المؤدلجة من كسل العقول، ويذهب إلى أن الدراما بلاغ مؤتمن، مستشهدا ببعض القصص القرآنية التي قدمت الدراما في نصها. يشترط الهويريني بهدوء الساكن في قلب التجربة، أن لا يكتب الدراما ولا يخرجها ويمثلها، دهماء الناس، فهي إما هادية أو مضلة، ويقف على معضلة البشرية الأولى وهاجسهم «الأمن»، يقول في مطلع رسالته، «لا يتأتى الأمن إلا بشيئين: الإعلام والبريد، والدراما في الإعلام الجزء المفعل لأحاسيس الناس». يقرأ الفنان علي الهويريني الحياة من خلال النص القرآني، هو مأخوذ بتأمل المفردة، وجد في الكتاب المنزل ما يؤكد أهمية العمل الذي أفنى حياته من أجله، يقول في اتصال شيق بيني وبينه: الناس تقرأ القرآن من أجل عد الآيات والسور، لكن أحدا لا يتوقف عند المضمون، ثم عاد يردد عبارته الجزلة «لنقرأ من الذرة إلى المجرة، ومن البذرة إلى الشجرة ومن الفايروس إلى الحوت». في اليوتيوب،هطل علي الهويريني حكمة لا تتسع لها أرض، يغرف من واد سحيق من المعرفة وفلسفة المتون وشيء من التصوف، لم يمسح الدمعة التي حبست في عينيه وهو ينشد أغنية النبل والنبلاء، لكنه في لحظة استجمع قواه ثم صرخ «ويل لأمة يصنع فنها غرباء».