تحول مستخدمو شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، ووسائط الهواتف النقالة الإلكترونية المجانية، من مقتبسين للنكت وكاريزما الشخصيات الكوميدية في رسائل التهاني والمعايدة في الأعوام الماضية، إلى نقاد فنيين بامتياز لكل ما تعرضه الشاشة الصغيرة خلال الشهر الفضيل لهذا العام. فما تلبث الحلقة التلفزيونية أن تنتهي حتى يبدأ تناقل وابل من الرسائل، والتعليقات، وال "هاشتاقات" بين المستخدمين، التي تدور حول الأخطاء الواردة في المسلسلات، وتقييم النص الدرامي، أو الكوميدي، أو التصوير، بل وصل الحال إلى توثيق أخطاء قراءة النصوص القرآنية الواردة بين ألسنة الممثلين. ويقول الشاب، ماجد الغامدي "لم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك خلال متابعتي لمسلسل الدراما المصري "فرقة ناجي عطا الله" عندما وصل خبر سرقة البنك إلى الضابط الإسرائيلي وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فيما سبقتها حلقة أخرى كان يتجول خلالها الممثل محمد أمام الذي يجسد شخصية الشاب إبراهيم بالسيارة مع صديقه الفلسطيني، وسط سيارات تحمل اللوحات اللبنانية، إضافة إلى مرور سيارة تحمل علم حزب الكتائب اللبنانية، وذلك أمر مستحيل نظريا، لأنني بحسب معرفتي بمنطقة قطاع غزة لا يوجد فيها سيارات لبنانية، وهي منطقة تخضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). فيما أتى مسلسل الدراما الخليجي "ساهر الليل وطن النهار"، بما لم يأت به الأوائل.. جاء ذلك على لسان الشاب محمد بقشان الذي يرسل يومياً عددا من الرسائل النقدية، موضحاً في سياق حديثه عن المسلسل أن مقطع الممثل أحمد السلمان الذي يشرب فيه فنجان القهوة الذي لا ينتهي كان أكثر الأخطاء إثارة للضحك، حيث تناول القهوة من الفنجان 9 مرات، وحظي المقطع بمشاهدات فاقت 7500 مشاهدة في موقع الفيديو المجاني "اليوتيوب"، إلى جانب ظهور سيارات حديثة الصنع خلال تصوير المسلسل الذي يتكلم عن الحقبة التي تلت غزو العراق للكويت بداية التسعينات الميلادية من القرن الماضي. الذي يتجول يومياً عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وموقع "يوتيوب" يلحظ تركيز المستخدمين على مجموعة الأخطاء التي تشمل "عمليات الإنتاج التلفزيوني، وركاكة النصوص المقدمة في العمل، ومونتاج الحلقات"، أضف إلى ذلك الأخطاء في الآيات القرآنية، التي يقوم ناشطو الإنترنت بتصويرها بهواتفهم النقالة، ثم منتجتها، وتنزيلها في يوتيوب، ومقارنة الآيات الصحيحة، بالأخطاء الواردة في قراءتها من قبل الكادر الفني في الحلقات، حيث ترتفع معها نسبة المشاهدة لتتجاوز عشرة آلاف للمقطع كما هي الحال التي حرّف فيها الممثل كلمة "العفو" ب"المعروف" في الآية "خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين".