مسفر علي الشمراني لم يخطئ طرفة بن العبد ولم يجانبه الصواب حين قال «وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً … على المرء من وقع الحسام المهنّد» فما حدث لمعلمات جامعة الأميرة نورة من فصل تعسفي يعد أقسى أنواع الظلم خصوصا أنه جاء من جامعة من جامعات الوطن دون إنذار مسبق بالفصل وذلك بحسب ما نشرته صحيفة «سبق» في عددها الصادر بتاريخ 3/9/2012م ويجعل الراصد والمتأمل يضع كثيرا من علامات الاستفهام حول الآلية التي تدار بها جامعاتنا على جميع الأصعدة من تعليم وتوظيف وحتى فصل بشتى مسمياته كما حدث مع المعلمات . فما إن ينهي الطالب أو الطالبة مراحل التعليم العام ويسجد سجود الشكر بعد أن أنجاه الله من وعثاء التعليم المقوْلب ويضع نصب عينيه إكمال دراسته الجامعية على أمل أن يجد ضالته فيها ومن أجل أن يصبح أحد الأكاديميين في هذه الجامعة أو تلك حتى يدخل غمار معترك آخر لا يقل أسى وإيلاما الذي لا يوحي وضعه فعليا بأفق جديد من التطوير. إن ما يثير القضية بعد أن أصبحت قاب قوسين أو أدنى في أن يتفرق دمها بين قبائل المكاتب الموصدة وتسجل ضد مجهول ، ما نشرته بعض الصحف البريطانية كصحيفة «الجارديان»، وصحيفة «الإندبندنت»لإعلان توظيف قدمته جامعة الأميرة نوره ترغب فيه توظيف معلمات للغة الإنجليزية وذلك بحسب ما تم نشره في صحيفة سبق بتاريخ19/10/2012م برواتب تتراوح مابين 13ألفاًالي 18ألف ريال مع السكن والتأمين الطبي والتذاكر لسد العجز في معلمات اللغة الانجليزية الذي تسبب فصل المعلمات السعوديات في وجوده. هؤلاء المعلمات اللائي رضين بأن يعملن لحساب شركة متعاقدة مع الجامعة بعقد من عقود الباطن الذي تحذر الهيئة الوطنية لمكافحه الفساد المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية من مثل هذه العقود.لتعلن الجامعة ضمنياً بذلك الإعلان انتصارها على المعلمات المفصولات في هذه القضية التي جانبها الإنصاف لينتهي ماراثون المطالبة بالحقوق ليبدأ بعدها الاستعداد لاحتضار الطموحات في كسب تلك القضية التي سعت إدارة الجامعة جاهدة في ألا تصل إلى وزارة التعليم العالي بعد أصبحت حديث القاصي والداني ربما تكون الأيام القادمة حبلى بأحداث قد لا نتوقعها،وقد يكون هناك جولة استئناف في معركة غير متكافئة وتأتي الأخبار تترى من حيث لا نعلم كما يقول طرفة ابن العبد (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود).