عندما كنا نتطلع في زمان الإبداع إلى التجديد من خلال الأعمال الفنية الجميلة. كنا نرى تجديدا وتجسيدا لفن راق ٍ من خلال أعمال بسيطة تمثل الإبداع وتترك أثرا بالغا في أنفسنا ومشاعرنا وذاكرتنا. ولكن كانت تنقصنا التكنولوجيا التي تطور كل شيء في كل مجال فني. ولكن مع الأسف استقبلنا هذه الأدوات التكنولوجية والتجهيزات التي اختصرت الزمن واستخدمناها بشيء من الجفاف الإبداعي والعشوائية في العطاءات. أقول مع الأسف. فعندما وجدنا ضالتنا بدأنا بالانحدار والإسفاف وتقديم ما لا يليق بمكانتنا وأصبحنا نقدم أيضا الرخيص من الفن. مع إيهامنا للمتلقي بزخرف العمل ولا أظننا كذلك. فالمتلقي في ظل هذه الأدوات لا تنطلي عليه أكذوبة من هنا وبهرجة من هناك. حيث أصبح على درجة من الوعي والنقد المباشر. أصبحت أعمالنا مرئية كانت أو سمعية تحتضر بين براويز الزمن الزائف وقد اشترك في هذه التفاهات أغلب مخرجي وفناني ومطربي وملحني هذا الوقت، وحتى لا أنسى فالمنتج له دور كبير في هذه السخافات. كيف لا ونحن نرضي الجمهور الهابط على حساب ذائقة الجمهور الراقي؟. أستطيع أن أقيم الموضوع في هذا المقام، كنقطة تحول من زمن إلى زمن. زمن يملك الإبداع في العطاء والقيم والأفكار الجوهرية ولكنه يفتقر إلى الأدوات التي تعطيه أبعادا وانتشارا أكثر وسرعة في الإيصال… وزمن يملك هذه الأدوات ويعجز عن تقديم الجمال الفني والرقي كما كان في السابق. زبدة القول .. هل سيستمر أصحاب الشأن على هذا المنوال؟ وهل سننتظر الأسوأ من خلال انغماسهم فيما يرونه جميلا من خلال الضحك على عقولنا ؟. لا أنتظر الإجابة منهم. بقدر الالتفات قليلا إلى الوراء والمقارنة بين ما كان وما يكون.. لكي نرقى بما سيكون. فالكارثة في استمرارية الانحدار. وما أجمل أن تصاحب هذه التكنولوجيا عطاءات جميلة تذكرنا بالعمل (بضمير) بدلا من (سلق البيض) والنظر إلى (جيوب) المنتجين البؤساء فكريا وفنيا. ولا أظن أكثرهم راضيا عما يقدم ولكنهم يتبعون فلسفة (المخرج عايز كده ).