كلمات لطالما ذكرتها وتذكرتها ..لم أكن أعلم لمن هي ولمن قيلت عندما سمعتها أول مرة، فحينها كنت أذرف دموعي واجهش بالبكاء إذا قلل أحدهم مني جارحا مستهزئا ..كنت بين جموع من الصحفيين أمثل قناة العربية الإخبارية كأصغر مراسلة إخبارية في الشرق الأوسط بعمر 17 عاما وبينما أحبطني فلان قال آخر.»كوني علا ..كوني ما أنت وتذكري المرء بأصغريه قلبه ولسانه!» هو الطموح ..الإرداة ..السعي وإجبار عجلة الحياة على أن تسير كما نريد نحن لاهم.. وهي الكلمة ما أجملها وما أقساها …تختارها بكل عناية لمن نحب ونبحث عن أبغضها لنجرح أحيانا بقصد أو بغير قصد كل يحاول استفزازنا ولو بإيجابيته ونجاحه! ..فمتى كان التفوق ذنبا ؟ والطموح كفرا؟ نعم تهزنا الكلمات لكن الحكيم فينا من يجعلها مصدرا لقوته .. لا أخفي عليكم عانيت كثيرا من صغر سني في الوسط الإعلامي فقد كان واجبا علي تقديم جهد مضاعف لأثبت دائما أنني قادرة على العطاء وتحمل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي الغض …وفي كل لحظة ضعف كنت أذكر تلك العبارة وأغذي روحي فلا استسلام ولا تراجع، المرء فقط بأصغريه قلبه الذي ينبض من أجل حياة أفضل ولسانه الذي يترجم عقليته ونظرته لتلك الحياة..أما العمر فهو رقم تغيره الأيام ونأمل أن لا يغير فينا أجمل العبر والدروس والمحطات التي صنعتنا … قد أكون من القلائل الذين حملوا أربع بطيخات بيد واحدة كما قال أحدهم وراهن على فشلي ..إلا أنني وبعد تدرج طويل في العمل الإعلامي أقدم لكم نفسي إذ عملت مراسلة قناة العربية وكنت حينها أصغر مراسلي الشرق الأوسط وانتقلت بعد تخرجي في كلية الحقوق حاملة شهادة القانون إلى قناة إم بي سي لأكون أصغر مقدمة أخبار في عمر 19 عاما إذ تجاوزت مراحل كثيرة لأتخرج أيضا في سن صغيرة واليوم أقدم وأعد برنامج إم بي سي في أسبوع وأقدم أخبار إم بي سي ..والسر في كل هذا كلمة قالها لي ذلك الشخص محبطا ..بينما ربت على كتفي عبدالرحمن الراشد ذات مرة وقال لي: «أنتِ اليوم هنا فماذا بعد عشر سنوات إني أراكِ على سلم التفوق !» عشرينية العمر …اقتربت سنوات وجودها في الوسط الإعلامي من العشر… وأبرز أسرارها كلمة ..لست نموذجا يحتذى به…ولم أكتب ما أكتب لأصور نفسي «بطلة» ..لكنني أحاول أن أُحمِّل كلماتي كثيرا من التشجيع لكل قارئ لأنها تحمل الصدق في كل حرف …مهما كان عمرك انهض لتحقق حلماً ..انهض لتكون أنت..ولاتجعل كلمات الآخرين السلبية سببا في إحباطك أو النيل من عزيمتك.. ما أجمل الأحلام ..وأروعها تلك التي تتحقق ..وأجمل حلم أن نتصالح مع أنفسنا وأن نكون نحن كي نحقق ما نريد وهذا ما يعتمد على عقليتنا ونفسيتنا ..ولا علاقة لشكلنا أو عمرنا أو هندامنا بذلك..كلها قشور تندثر مع مرور الزمن ومن السطحية أن يظن أحد أنها عامل من عوامل الشخصية الناجحة أو المتفوقة… حبي لتلك العبارة جلعني أبحث عن قصتها ..فعبارة إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه قيلت أصلا حينما ولي الخلافة عمر بن عبدالعزيز، ووفدت الوفود من كل بلد لبيان حاجاتها وللتهنئة، فوفد عليه الحجازيون، فتقدم غلام هاشمي للكلام، وكان حديث السن، فقال عمر لينطق من هو أسن منك فقال الغلام: أصلح الله أمير المؤمنين، إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فإذا منح الله عبداً لساناً لافظاً، وقلباً حافظاً، فقد استحق الكلام وعرف فضله من سمع خطابه، ولو أن الأمر يا أمير المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق بمجلسك هذا منك، فقال عمر صدقت!.