يستقبل سكان مدينة خميس مشيط شهر رمضان المبارك وهم تحت حصار «معبر المدينة» للعام الثامن على التوالي، وقد يمتد الحصار سنوات مقبلة في ظل فوارق الأزمنة التي أربكت المدينة وسكانها وجعلتهم يحسبون الليالي والأيام بكل الحسابات الفلكية دون الوصول لحسابات الأمين المهندس إبراهيم الخليل قبل 400 يوم من الآن بفتح «المعبر» خلال 120 يوما. كيف أنشأ الإنجليز والفرنسيون معبر قناة مائية بين البلدين في زمن قياسي؟ وكيف فتحت الصين معبرا ضخما تحت الماء بطول 12 كيلو مترا في ثلاث سنوات؟ وكيف قام برج خليفة في نفس زمن «معبر» أهل الخميس وتم تنفيذه والاستفادة منه خلال أربع سنوات؟ الأسئلة تلهث في كل الاتجاهات والمقاول صامت والأمين يفرك أصابعه بعد تسرب الوقت دون الوفاء بالوعد، وسكان المدينة يرمون كل مشاكلهم جانبا ويضعون مشكلة هذا «المعبر» أولا وأخيرا، لأنه شريان الحياة الاقتصادية في عاصمة المال والأعمال بالمنطقة الجنوبية. المجلس البلدي اكتفى بمسرحية 72 مليون متر مربع، والتجار لملموا خسائرهم ونقلوا همومهم كاحتجاج صامت لا يحتاج للمزيد من الأنين. «معبر نفق مدينة خميس مشيط « صورة مصغرة للحال إذا كانت هيئة مكافحة الفساد تسأل عن الحال وما خفي كان أعظم، ويبدو أن الهيئة كبرت الوسادة والمجلس البلدي انشغل بالمفطحات والمحلي بالطبطبة والأمين والمقاول يبحثان عن «عرقوب»!