قامت الدنيا ولم تقعد بسبب 72 مليون متر مربع أخذها “حاطب ليل” في مدينة خميس مشيط، وهي قضية عادية “ومتعودة دايماً” ولا يختلف المشهد عن ذات السياق في أرض الطائف، التي تقدر قيمتها بأربعمائة مليون ريال فقط، فهذا وذاك مجرد “عود من حزمة” ولا جديد في المنظومة. الذين وضعوا أيديهم على ما يعادل ثلثي مدينة خميس مشيط، الذين (كوّشوا) على أرض الطائف هم منا وفينا و(من ربعنا) وليسوا من كوكب آخر، هم فعلاً “عود من حزمة”، وقد تستيقظ كل مدينة سعودية على حكايات مماثلة، فالوسائل سهلة للغاية مجرد وضع اللوحة التقليدية “أملاك خاصة” أو “مملوكة لوزارة...”. المجلس البلدي بخميس مشيط الذي يُعَدّ أول مجلس يقدم عملاً حقيقياً، وقف مثل اللقمة في الزور، ومارس أدواره في قضية “معبر المدينة” الذي استمر سبع سنوات، وقريباً يحتفل سكان المدينة بفتح “المعبر”، والمجلس تصدى للأرض التي تحولت من أملاك أشخاص إلى أملاك مدينة تنتظر موقعها الحضاري ومشروعاتها الاقتصادية والجامعية والطبية. أفسد المجلس البلدي بدهائه وإخلاصه قضية فساد كبرى، وكشف وكيل الإمارة المهندس عبدالكريم الحنيني معرفته بجميع التفاصيل، والأجمل التشهير بأبطال هذه المسرحية، ويبدو أن فرحة إيجاد موقع لمدينة “خميس مشيط الجديدة” اكتمل، حتى وإن حاولت وزارة التجارة وضع يدها على 15 مليون متر مربع من نفس الأرض!