لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم، مع كل بداية موسم تُصدر بياناً تشدد من خلاله على أن الأندية لن تسجل أي لاعب وهي عليها مستحقات مالية تجاه اللاعبين، وبعد أيام يصدر بيان آخر يتم من خلاله السماح بحجج واهية مثل «موسم استثنائي»، «المرحلة تتطلب»، «نظراً لتأخر حقوق البث التلفزيوني» وعلى هذا المنوال. - حتى وصل الحال بكثير من إدارات الأندية بالتمادي، لأنها تعلم يقيناً أن لجنة الاحتراف «طيبة وحليلة والكل يحبها!»، هذا التساهل ألحق الضرر بالأندية واللاعبين على حد سواء. - فالأندية وجدت نفسها بفضل هذا التساهل تعاني من ديون متراكمة وضخمة، وبدلاً من أن تقلل الأعباء تتورط بشكل أكبر، وبدعم مباشر من لجنة الاحتراف. - أما اللاعبون فحقوقهم ضاعت بين الإدارات المتعاقبة، وكل شخص يقذفهم باتجاه شخص آخر، ولجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين تقف موقف المتفرج، لأنها تعلم يقيناً أنها جزء كبير من المشكلة، وهي من يُفترض أن تحمي اللاعبين وتقف موقف المحامي عن حقوقهم. - أما إذا أردنا الدليل الماثل على دور لجنة الاحتراف في توريط الأندية، فليس هناك دليل أكثر من نادي الاتحاد، ووفقاً للتقارير الصحافية إنه لن يستطيع أن يسجل محترفيه الأجانب والمحليين، خلال فترة الانتقالات الصيفية، وذلك في ظل وجود عدد من اللاعبين المحليين والأجانب الذين يطالبون ببقية مستحقاتهم المالية عن فترات سابقة تتجاوز مبلغ عشرين مليون ريال. - لو كانت لجنة الاحتراف صارمة وجادة وتقوم بدورها على أكمل وجه، لما تورّطت الأندية بكل هذه الديون، ولما وجدنا لاعباً هُضم حقه المالي من نادٍ، وبدلاً من أن يأخذه عن طريق لجنة الاحتراف، لا يجد سبيلاً إلّا صفحات الجرائد ليبث حزنه وشكواه! - نسيت أن أخبركم، أنهم قالوا قديماً من المخجل ألّا يكون المرء خجولاً، فقليلاً من حمرة الوجه يا لجنة الاحتراف!