ولي العهد.. نجم السعد    "الهيئة الملكية للرياض" تعالج الازدحام المروري    النفط ينخفض مع تزايد مخاوف الطلب الأميركي على الوقود وتوقعات العرض    تداول يواصل هبوطه الأسبوعي    "متحدث التجارة": 5 اشتراطات وضوابط رئيسة يجب على المنشآت والمتاجر الالتزام بها عند تنظيم المسابقات التجارية    إسدال الستار على «الفضاء مداك»    علاقات خارجية متوازنة    سمو ولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس الجمهورية الفرنسية    نيابةً عن سمو وزير الدفاع.. سمو نائب وزير الدفاع يرأس وفد المملكة في اجتماع الدورة الاستثنائية لمجلس الدفاع المشترك لوزراء الدفاع بدول مجلس التعاون    جيسوس يساند لاعبه وسط الانتقادات    برعاية أمير منطقة مكة المكرمة| محافظ الطائف يتوج الأبطال بالكؤوس الفئوية في ميدان الملك خالد    النصر يقسو على الرياض بخماسية.. ويتصدر    التعادل السلبي يخيم على مواجهة الحزم والفتح    أخضر الناشئين يكسب البحرين برباعية في كأس الخليج    مبادرة كنوز السعودية بوزارة الإعلام تطلق المسلسل الكرتوني "الرهيبين"    المنتدى السعودي للإعلام 2026 يدشّن سلسلة إعلان المتحدثين في نسخته الخامسة    395 مليون ريال لتنفيذ مشروعات تطويرية لمساجد المدينة المنورة    فعاليات في جامعة الملك خالد عن سلامة المرضى    استخدام تقنية دقيقة ومتقدمة تسهم بإنقاذ مريض مصاب في حادث سير    اليمامة الصحفية تنظم فعالية التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية    المملكة تُخفّف معاناة المحتاجين    69% تراجع بقضايا المزادات العقارية    اليوم الوطني المجيد والمرونة التي تحفظ الوطن وتعزز أمنه    نائب أمير الشرقية يرأس اجتماع مجلس هيئة تطوير الأحساء    نائب أمير تبوك يكرّم الفائزين بجائزة صيتة    مصر: القوات المنتشرة في سيناء تستهدف تأمين الحدود ضد المخاطر    خطيب المسجد الحرام: استحضروا عظمة الله وقدرته في كل الأحوال    إمام المسجد النبوي: من أراد الهداية فعليه بالقرآن    أمير المدينة يستقبل وزير البلديات    النصر يقسو على الرياض بخماسية ويحافظ على الصدارة    نائب أمير منطقة القصيم يستقبل محافظ الأسياح وفريق أبا الورود التطوعي    شرطة الرياض تقبض على (3) أشخاص لاعتدائهم على آخر    كسوف جزئي نادر غير مرئي عربيا    هجوم سيبراني في مطارات أوروبية كبرى يثير مخاوف أمنية    عبدالرحمن الأحمدي يكتب.. إنزاغي وجماهير الهلال!    أسباب شائعة للعقم عند الرجال    201 مبتعث ومبتعثة في نخبة جامعات كندا    التغذية الراجعة فلسفة إدارية ناجحة    ضمان الزواج    استبشروا خيرا    ولي العهد والرئيس الفرنسي يناقشان نتائج مؤتمر حل الدولتين وتفعيل الجهود الدولية    1.380 ميار ريال دعم سعودي جديد لليمن    الجدية في طلب العلم النهوض وميزان الحضارة    «الداخلية»: العلم السعودي .. مجدٌ متين .. وعهدٌ أمين    واجبات ومحظورات استخدام علم المملكة    جائزة اليونسكو الفوزان الدولية تعلن عن أسماء الفائزين في النسخة الثانية    جمعية التنمية الأهلية في فيفاء تنفذ مبادرة "بصمة إبداع"    الشؤون الإسلامية في جازان تشارك في البرنامج التوعوي للوقاية من التدخين    أهالي محافظة طريب يطلقون مبادرة عودة سوق الاثنين الشعبي يوم الاثنين القادم    جودة التداوي والكسب المادي    أثر الحوار في تعزيز المشاركة لدى طلاب الثانوي    حق التعليم لا يسقط بالتقادم أين مرونة القبول    محافظ الطائف يتوّج الجواد "تلال الخالدية" بكأس الأمير عبدالله الفيصل و"وثاب المشاهير" بكأس الملك فيصل    الرويلي يشهد حفل تخريج دورة التأهيل العسكري للأطباء الجامعيين ال 12 من طلبة كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية بالظهران    جمعية نمو للتوحد تحتفي باليوم الوطني ال95    نائب أمير تبوك يكرم تجمع تبوك الصحي لحصوله على جائزة أداء الصحة في نسختها السابعة    أمير جازان يرأس اجتماع اللجنة الإشرافية العليا للاحتفاء باليوم الوطني ال95 بالمنطقة    إطلاق مبادرة تصحيح أوضاع الصقور بالسعودية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فهم قضية القدس
نشر في الشرق يوم 04 - 05 - 2012

رون بوليس هو آخر سياسي أمريكي يفشل في فهم أهمية القدس.
أحد المظاهر المنعشة لترشحه هو استعداده لإعادة النظر في السياسة الخارجية المتصدعة للولايات المتحدة الأمريكية والعودة إلى المبادئ القديمة للمصالح القومية والدستورية لتكون كنقاط إرشاد للكيفية التي يجب على أن تتصرف بها على الساحة الدولية.
بول كان جريئا بما يكفي للتأكيد على ضرورة إلغاء المساعدات الخارجية. هذا أزعج إسرائيل واللوبي القوي الذي لديها في واشنطن.
كما كان أيضا عضو الكونجرس الوحيد الذي يدين علنا التجاوزات التي ارتكبتها إسرائيل في غزوها لغزة في 2009، ووصف الأوضاع في قطاع غزة بأنه «معسكر اعتقال»، وهذا تصرف شجاع جداً في هيئة تشريعية تعودت أن تدعم إسرائيل سواء كانت على خطأ أو صواب بصوت جماعي.
وجهة نظر بول بأن أمريكا يجب أن تقلص وجودها وحضورها في الخارج، وألا تتدخل وتتورط في صراعات الشعوب الأخرى، وأن تلجأ إلى الحرب فقط عندما تتعرض مصالحها الحيوية للخطر هي نصيحة جيدة.
لأنه كان غالبا محقا وحكيما في طريقة تفكيره، من المقلق رؤية تعليقاته الأخيرة المتعلقة بإسرائيل التي أعلن عنها في اجتماع خاص مع مسيحيين إنجيليين في 18 إبريل في فورت وورث تكساس.
وفي هذا الاجتماع، أيد بول نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، قائلا إن من حق البلد المضيف لأي بعثة دبلوماسية أن تقرر مكان عاصمتها.
وتساءل ضاربا مثالاً خطابياً «كيف سنشعر لو أن بلدا آخر قال لنا إن علينا أن نجعل عاصمتنا في نيويورك ورفضوا أن يبنوا سفارتهم في واشنطن؟ الأمر ليس من شأننا».
بول تعرض لمحاربة وانتقادات الجماعات المؤيدة لإسرائيل، حتى أنه استثني من منتدى المرشحين الرئاسيين الذي استضافه تحالف اليهود الجمهوريين بسبب وجهات نظره «المضللة والمتطرفة». لذلك من المفهوم أنه يريد أن يتم تنحية قضية إسرائيل جانبا.
رون بول كان مثالاً للثبات في وجهات نظره، لكن تبريره للمكان المناسب لسفارة الولايات المتحدة في إسرائيل، والذي جاء كما نقل عنه على النحو التالي «القضية الحقيقية هي ليست ما تريده الولايات المتحدة، ولكن ما تريده إسرائيل»، يفترض أن مثل هذا القرار يتم اتخاذه من فراغ دون أي نتائج سياسية. لو أن بول قال ذلك بالفعل فإنه، مثل ميت رومني والجمهوريين الآخرين، سيسمح للإسرائيليين بإملاء الأفعال التي تقوم بها الولايات المتحدة التي سيكون لها نتائج خطيرة على كل من الشعب الأمريكي ولدول أخرى في الشرق الأوسط. في هذه الحالة، إسرائيل تريد العالم أن يعترف أن القدس هي عاصمة إسرائيل، لكن حتى الدول التي لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل رفضت ذلك الطلب، واحتفظت بسفاراتها في تل أبيب.
ليس هناك بلد له سفارة في القدس وهناك أسباب مبررة لهذه الحقيقة.
في الظروف العادية لا يثير مكان السفارة أي قضية على الإطلاق، ولكن في هذه الحالة فإن غالبية القدس احتلها الجيش الإسرائيلي بالقوة ووضع المدينة بشكل عام محل خلاف.
محاولة إسرائيل استعمار وتهويد الأحياء العربية التي استولت عليها بالإضافة إلى بناء كتل من المستوطنات في الضفة الغربية المجاورة لقطع المدينة عن باقي المناطق الفلسطينية في الشرق أدينت بقوة وبشكل واسع.
لو أن الولايات المتحدة قبلت بقرار إسرائيل أحادي الجانب بإعلان القدس جزءا من إسرائيل من خلال نقل سفارتها فإنها ستقنع العالم الإسلامي أن السياسة الخارجية الأمريكية والإسرائيلية لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض (إذا كانت لاتزال هناك شكوك باقية حول تلك القضية) وربما يسبب ذلك ردة فعل عنيفة ضد هذا التحرك في عدد من الدول.
سيؤدي هذا إلى تعريض الجنود الأمريكيين في المنطقة للخطر وسيجعل أي اتفاقية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين أمرا مستحيلا.
يستطيع الرأي العام العالمي أن يؤثر مباشرة على المصالح الأمريكية. إسرائيل كانت موضوع ما لا يقل عن تسعة عشر قرار أممي صادر عن مجلس الأمن الدولي في الفترة ما بين 1967 و 2004، وجميع هذه القرارات تدين استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي للقدس وتعد إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية ممارسة غير شرعية.
أفضل قرار معروف هو القرار 242 لعام 1967 الذي أعلن رفض الاستحواذ على الأرض بالقوة.
الكثير من القرارات حول نفس الموضوع تم استخدام الفيتو ضدها في مجلس الأمن الدولي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
إسرائيل ليست مجرد بلد آخر.
إنها دولة يدعمها لوبي محلي قوي في الولايات المتحدة نجح في استغلال السياسة الأمريكية لخدمة المصالح الإسرائيلية.
إذا كانت إسرائيل تريد من واشنطن إعلان القدس كعاصمة لها فإن هذه ليست حركة نزيهة لا تستحق الاهتمام.
سيكون لها نتائج ويمكن بسهولة أن توقع أضرارا جانبية على الولايات المتحدة الأمريكية.
إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لن يسبب إلا الأذى والضرر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.