هذه الأيام ليس فقط الأطفال وحدهم الذين يعانون من العودة إلى المدرسة. فالضغوط المالية المعنية في إعداد الأطفال للمدرسة يسبب الألم والمشقة لآلاف من الآباء والأمهات كل عام. فحسب استطلاع أجرته شركة ديلويت عن «العودة إلى المدرسة» خلال الفترة 22-27 يونيو من العام الحالي، فإن 83% يدفعون مبلغا مساويا أو أكثر من العام السابق. الأمر الثابت أن مقياس مرونة الطلب (مقياس اقتصادي يهتم بمدى استجابة الكمية لتغيير السعر) على المستلزمات المدرسية يظهر عدم مرونة الطلب. وبالمقارنة بين آخر سنتين نجد أنه في عام 2015 كان متوسط تكلفة تجهيز طفل للعودة للمدارس (بما في ذلك الملابس والأحذية والكتب المدرسية والموارد الفصول الدراسية والتبرعات) 1500 ريال. بينما التكاليف ترتفع في العام الحالي إلى 2000 ريال. هذه النفقات ليست بأي حال نفقات ضئيلة، فالضغوط المالية تدفع بعض الآباء إلى التخلي عن دفع الفواتير الأساسية والحد بشكل كبير من الإنفاق على الغذاء. حتى يضطر بعضهم إلى الاقتراض بشكل كبير والدخول في الدين والائتمان. يشير استطلاع ديلويت إلى أن 53% يلجأون إلى بطاقات الائتمان كوسيلة دفع لتكاليف «العودة إلى المدرسة». إن عدم مرونة الطلب يدفع بالمستهلك إلى التسلّح بوسائل الدفاع المناسبة، وهذا يبرر حرص الآباء والأمهات في سلوكهم (سلوك المستهلك) ليس فقط في التسوق في المتاجر الرخيصة بَلْ يتعداها إلى مقارنة أسعار المنتجات المتشابهة في هذه المتاجر. تستنتج شركة ديليوت أن 57% يفضلون متاجر التخفيضات في شراء مستلزمات «العودة إلى المدرسة» وأن 51% تبنوا المقارنة بين المستلزمات المتشابهة. غير أن بعض سلوكيات الاستهلاك أو تغييرها لا يساهم كثيرا في نجاح استراتيجية تخفيض تكلفة «العودة إلى المدرسة»، فمثلا لم ينفع الشريحة السباقة إلى التحضير قبل شهرين من «العودة إلى المدرسة» غير الجهد و التعب، حيث إنها تدفع 26% أكثر من لو أنها تؤخر التحضير إلى حينه. الجدير بالذكر أن وضع دول عديدة ذات تصنيف متقدم في جودة التعليم، ليست بحال أفضل من حال مدارسنا المحلية، فمثلا إعداد الطفل للعودة إلى المدرسة في آيرلندا (التاسعة على سلم جودة التعليم) يكلف 365 يورو بينما في أمريكا يكلف 488 دولارا. فلسفة التعليم في أشكالها المختلفة، تعزز صحة وحيوية المجتمع. وبسبب ذلك، فإنه أمر في غاية الأهمية أن تمثل الخطوة الأولى على سلم الدراسة تجربة طفولة إيجابية. أما إذا كانت تكاليف العودة إلى المدرسة عبئا ماليا خطيرا على الأسرة، فإن فرص التعليم ينظر إليها نظرة سلبية. في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، تصبح من الأهمية المطالبة بمزيد في جودة التعليم وبأقل من تكاليف السنوات السابقة وهذا يتطلب العمل الجاد.