دأبت جمعية الرحمة الطبية الخيرية على تسخير جل طاقاتها ومواردها لتقديم الرعاية الطبية لشريحة المحتاجين وذوي الدخل المحدود من أفراد المجتمع. ولما كانت فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تشكل نسبة معتبرة من هذه الشريحة، فقد خصصت الجمعية لهذه الفئة عدة برامج تعنى بتوفير الأجهزة المساعدة لهم وبتدريبهم على استخدامها، سعياً منها إلى الوصول بهذه الشريحة إلى حياة صحية كريمة، بتمكينها من الاعتماد على الذات، والاستفادة من طاقاتها الكامنة خلف جدار الإعاقة. وانطلاقاً من نظرتها الشاملة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، أطلقت الجمعية برنامجها (إشراقة أمل) ليوفر – بجانب الرعاية الطبية – الدعم والمساندة النفسية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، وليبعث فيهم الأمل بحياة جديدة، وذلك من خلال مجموعة من الخدمات التي يقوم على تقديمها القسم النسائي بالجمعية ويشارك فيها نخبة من المختصين في مجال الإعاقة والدعم النفسي. ويولي البرنامج أهمية كبيرة لأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال عقد لقاءات دورية تجمعهم بالمختصات في مجال الإعاقة، حيث يتبادلن تجاربهن في مجال التعامل مع حالات أطفالهن، كما يتلقين التوعية اللازمة بهذا الشأن، بجانب توعيتهن بالحقوق الأساسية لذوي الاحتياجات الخاصة. وتشكل مجموعة الأمهات هذه منطلقاً لرفع عديد من قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة للجهات المعنية، ومخاطبة المسؤولين فيها للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، وتهيئة المنشآت المختلفة بما يوفر لهذه الفئة السلامة والراحة. من جهة أخرى، يعتني البرنامج بالجانب الطبي والتأهيلي من خلال عيادات مختصة. فبدأً بعيادة التقييم والاستشارات، يخضع المستفيدون من هذا البرنامج للكشف والتقييم الطبي لتحديد نوع الإعاقة ودرجتها ووضع البرنامج العلاجي، وتقديم الاستشارات المتعلقة بالتعامل مع الإعاقة حسب نوعها، ثم يتم توجيه الحالة لإحدى العيادات التأهيلية التي تضم العيادة النمائية، وعيادة النطق والتخاطب، وعيادتي العلاج الطبيعي والوظيفي، بجانب عيادة (البورتيج – Portage) التي تؤهل المستفيدين وفق برنامج البورتيج المعمول به عالمياً في هذا المجال، والتي يشارك فيها -بجانب المختصات- متطوعات من الأمهات اللاتي تم تأهيلهن كمدربات في هذا البرنامج. وسعياً منها لإشراك المجتمع في هذا البرنامج، أطلقت الجمعية برنامج «يُسْر» التطوعي، الذي يُعنى باستقطاب المتطوعين من العاملين في مجال التأهيل الطبي والنفسي لذوي الاحتياجات الخاصة ومشاركتهم في برامج التأهيل الموجهة لهذه الفئة من المجتمع. كما يسعى برنامج «يُسْر» لتدريب أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة على رعايتهم والتعامل مع حالاتهم بما يكفل لهم التمتع بحياة سليمة، ويجنبهم بمشيئة الله المخاطر اليومية الناتجة عن إعاقاتهم.