كشف رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة الطبية، استشاري طب الأسرة والمجتمع واختصاصي تأهيل المعاقين، الدكتور شاهر الشهري، أن عدد المستفيدين من مبادرة أرامكو السعودية لتوفير الأجهزة المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة بلغ 777 مستفيداً خلال 3 أعوام. وشملت المبادرة في العامين الأولين مستفيدين من عدة مدن وهجر وقرى في المنطقة الشرقية، منها الدمام، الخبر، الظهران، الأحساء، بقيق، رأس تنورة، حفر الباطن، الخفجي، عنك، أم الساهك، النابية، دارين، قرية العليا، وغيرها. وقال الشهري إن المبادرة اتسعت تغطيتها خارج نطاق المنطقة الشرقية لتشمل مستفيدين من منطقة تبوك، لتؤكد سعي شريكي المبادرة لخدمة مستفيدين من كل أرجاء الوطن. ولفت إلى أن بعض الإحصاءات تشير إلى أن عدد الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة يبلغ أكثر من 730 ألف فرد. وذكر أن المبادرة تهدف إلى إعانة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، كما تسعى إلى مساعدة أكبر عدد من ذوي الاحتياجات وتأهيلهم للانخراط في الحياة العملية وتنمية مؤهلاتهم وقدراتهم. وأبان الشهري أن الأجهزة المساعدة التي تم توفيرها من خلال المبادرة شملت الكراسي المتحركة العادية والكهربائية، والأسرة الطبية الكهربائية، والمراتب الطبية، ومساعِدات المشي، وسماعات الأذن (معينات السمع)، بالإضافة إلى عدد من الأجهزة الطبية الداعمة كأجهزة قياس مستوى السكر في الدم وأجهزة قياس ضغط الدم والأجهزة المساعدة للتنفس، حيث تم التنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والخيرية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة في المناطق المستهدفة لحصر المستفيدين ومن ثم دراسة حالاتهم من قبل فريق طبي مختص لتحديد احتياجات كل مستفيد، والترتيب لزيارة المستفيدين في منازلهم أو في مقر الجهة المعنية لإجراء الفحص وأخذ القياسات الضرورية لتوفير الجهاز المناسب لكل فرد. ومن جهتها، أكدت المشرفة على البرامج التأهيلية في المبادرة نورة الشهراني، أن خدمات المبادرة لا تقتصر على توفير الأجهزة المساعدة، بل تتسع لتشمل الخدمات الطبية والتأهيلية، التي شملت أكثر من 332 مستفيداً، وذلك من خلال برنامج (إشراقة أمل) الذي يضم عيادات للتقييم الطبي وتقديم الدعم النفسي للمستفيدين وذويهم، وتقديم الاستشارات لحل المشكلات النفسية والسلوكية، إلى جانب عيادات التأهيل المتخصصة في العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والنطق والتخاطب، والتطور النمائي. مشيرة إلى أن البرنامج يهتم بشكل خاص بتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عيادة خاصة للتدريب باستخدام برنامج البورتيج (Portage) المعمول به عالمياً في هذا المجال، حيث يتم تدريب الأطفال وأمهاتهم على حد سواء لمواجهة الصعوبات اليومية الناتجة عن الإعاقة. مبينة أن حالات الإعاقة لدى هؤلاء الأطفال تتنوع بين حالات التخلف العقلي، متلازمة داون، التوحد، الصرع التشنجي، الشلل الدماغي، التأخر في النمو، وبعض الإعاقات الناتجة عن أمراض وراثية أخرى. وأضافت الشهراني أن المبادرة لم تغفل جانب الدعم النفسي والتوعوي، حيث تعقد دورياً اجتماعات تضم أمهات لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تبادل تجاربهن الشخصية في التعامل مع حالات الإعاقة لدى الأطفال والمراهقين، وخصوصاً الحالات المصحوبة باضطرابات سلوكية كاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ومناقشتها مع مختصات في مجال الإعاقة والتربية؛ مشيرة إلى عقد عدة دورات تدريبية في إطار المبادرة، قُدم من خلالها ما يزيد على 90 ساعة تدريبية لأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لتأهيلهن كمدربات بواسطة برنامج البورتيج. يذكر أن فكرة إطلاق (المبادرة) من قبل شركة أرامكو السعودية بالتعاون مع جمعية الرحمة الطبية الخيرية كجهة منفذة، كانت مطلع العام 1434ه، لتشكل أنموذجاً للشراكة بين مؤسسات القطاعين الخاص والخيري لخدمة هذه الفئة من المجتمع.