في هذا المقال، نهبكم مما وهبنا الله إياه، من الحكمة، والأدب، والثقافة الجمّة، ونختصر لكم سنوات وسنوات من البحث والاطلاع. هذا المقال وبطريقة ميسرة وبسيطة، يضمن لك ملاحقة الركب الثقافي، برعيليه الأول والأوسط، والأخير دون مشقّة ويضمن لك على أقل تقدير، القدرة على الكلام في كل شيء، وإضافة آرائك النيرّة على كل محاور النقاش، والجدل. دون أن تظهر بمظهر العامّي، ومحدود الثقافة. ولأننا ندرك هذه الأهمية، فقد قررنا إهداء هذا المقال لك، جعله الله في موازين حسناتنا. لثقافة صحية، وغنيّة المظهر.. عليك بالمقادير كالتالي: – لا يكاد يخلو نقاش ثقافي، من أسماء معينة.. حصرتها لك عن طريق تجاربي الثقافية وملاحظاتي الثاقبة – مع التأكيد أننا لا نقصد الإساءة أبداً لأي من هذه الأسماء التي نعتز بها – ، مثل أحلام مستغانمي وثلاثيتها، محمود درويش وقصائده، أدونيس كذلك، سوزان عليوان، ماركيز، داني براون، غادة السمان، عبده خال، وديع سعادة، أنسي الحاج، لقمان ديركي، غسان كنفاني، فرجينيا وولف، وحتّى رجاء الصانع.. أي روائيين وروائيات سعوديات. اقرأ قدر استطاعتك لأكثر الأسماء شيوعا.. وأكثر من الاستشهاد بأقوالهم، وبذلك أكون قد اختصرت عليك 50% من عناء الطريق، وضمنت ألا تكون «جاهلا» في أي منتدى، أو ملتقى ثقافي أو حديث عابر تضطرك له الأقدار. ولمزيدٍ من الاطلاع، راجع تويتر، أو «كتاب الوجه». – أكثر من الغرائبية في عباراتك، اكتنفها بالغموض، حتى تكاد لا تفهمها أنت نفسك، أعد قراءة كتاباتك، كلما وجدت أنك فهمت شيئا، أعد صياغته، وأضف إليه عبارات مفتوحة المعنى، ولا تدلّ القارئ أبدا، إلى معناك.. لأن القارئ – ولسبب ما – كلما فهم ما تريد قوله، ازدراك، وظنّ أنك كتاب مفتوح. إن القارىء يريد أن يشعر بأن هناك كلاماً أكبر منه، يجب أن يعتلي إليه، لينضم إلى ركب النخب الثقافية، ويرضي غروره، وتعطشّه للتميّز والتفرّد. العب على هذا الوتر الحساس، وستصل إلى الدرجة المطلوبة. – في كل مناسبة أو غير مناسبة، استشهد بهيغل، نيتشه، سارتر، ديكارت، ماركس وغيرهم واحشرهم كيفما استطعت، حتى يظنّ الجميع، أنك تأتي بالثقيل دون هوادة. ولا تأخذك في الثقافة لومة لائم. – استمع للموسيقى الكلاسيكية، صوت فيروز، مع قهوتك الصباحية السوداء، والسوفليه والبانكيك الذي تتناوله بكوفي شوب فاخر، مع كتابك الصباحي. تذكّر عايدة الأيوبي بشيء من الحنين، سيمونا ضو، ريما خشيش، غادة شبير، أميمة خليل، مرسيل خليفة، نصير شمّة، طارق الناصر، شربل روحانا، زياد الرحباني، وغيرهم من الفنانين الذين تتخذهم النخب دائما، كأيقونات فنية، وليسوا بالضرورة داعمين لمثل هذه الدوائر، والأحزاب.. وهذا التظاهر الصوتي الثقافي. لكم من باب جرت العادة على ذلك. – كن كثير «التحلطم» حول كل شيء. السياسة، الرياضة، الاقتصاد، الدين، المجتمع... إلخ. إذا وجدت نفسك في موقف حرج، وأردت دائما أن تحرّف النقاش، فوجّه العقول إلى المشاكل، والانتقاد، فقابليتها للانحراف عالية جدا، وتشتيتها بذلك، فعال ومجرّب. – ضع صورة شخصية، عبارة عن كوب قهوة شبه فارغ، وقطعة دونات بجانبه، وكتاب مقلوب.. أو شيء من هذا القبيل. – في كل مكان، وزمان.. تباهى كثيرا بالكتب التي قرأتها، أسماء الروايات، الكتّاب الذين تعرفهم، العبارات التي أعجبتك في كتاب ما، اقتبسها، وابرزها في كل مكان. داوم على إيراد عدد الصفحات التي تقرأ، مثال على ذلك: وصلت الصفحة 65 من رواية «الحمام لا يطير في بريدة». أظهر لهفتك بحصولك على الرواية الفلانية، وأنك في انتظار الرواية الأخرى. الأسماء لن تكون إشكالية، فكما ذكرت سابقا، تابع ما يتداوله الناس، و(خلك مع الخيل يا شقرا). (شفتهم) يتكلمون في الكتاب الفلاني، احصل عليه بأي طريقة، واقرأه سريعا. الحقيقة أنك لا تحتاج إلا لصورة الغلاف فقط، وبإمكانك تصفحه سريعا لو أردت ألا تكون من أصحاب الإيمان الضعيف. أظن بأن الفكرة هنا، وصلتك. – ناقش القضايا المطروحة بالساحة، هاجم هذا، قلل من قيمة الكاتب الفلاني، شخصن ردودك تجاه الأراء التي يخالفها الأغلب، تصوّف قليلا، تعلمن قليلا، وتلبرل، أما الإلحاد، والتطاول على المقدسات، فلا أنصحك به وأتفهم تماماً، أنك ما زلت تعتقد أن الإلحاد موجة فكرية تقودك لرأس النخبة مباشرة، لكنّ لسلامتك، نرجو منك عدم الإقدام على ذلك. – أخيراً، وبإمكانك اعتبار هذه الفقرة، «بونس» إضافي، لتجميل صورتك الثقافية، والفكرية.حاول شراء كاميرا احترافية، التقط صورا لأشياء مهمة وغير مهمة. حيواناتك الأليفة، كتبك، الأمكنة التي تزورها. الأطفال، فهم دائما عنصر جذب مهم، التقط صوراً للقمر، أقلق طيور البحر، والتقط لهم صوراً بكافة الأشكال والطرائق، ومع كل صورة أدرج معلومات الصورة، سرعة الغالق، الزوم، نوع الكاميرا، والعدسة، إلخ. بقي أن أقول، إن هذه وصفة سريعة، ولا تزال نيّئة التفاصيل. لكنها ستفي بالغرض الأساسي، وستكون لذيذة في كثير من الأحيان.لذلك، وختاما أيها المتعطّش للمعرفة بقي أن أقول لك: بالهنا والشفا، ومطرح ما يسري يمري!