عاد معرض الرياض الدولي للكتاب بدورته الجديدة حاملاً آلاف العناوين باللغات العربية والانجليزية والفرنسية وجاء في هذه النافذة الثقافية الضخمة ما يجيء كل عامٍ من لغط وصدام ونقاش وكأنها لازمة دورية لابد لها من الحضور ضمن الفعاليات الثقافية؟! بظني أن مثل هذه المناوشات المكرورة لا يمكن لها أن تنتهي إلا بتفعيل نظامٍ صارمٍ يمنع تداخل الأدوار بين الجهات المعنية بكافة حيثيات المعرض وبين التيارات الليبرالية (رغم تحفظي على هذا الوصف) والإسلامية. فهناك أكثر من مليون زائر يزورون هذا المحفل سنوياً ويشاهدون تبعات مثل هذه الأمور أثناء التجوال بين دور النشر أو حين التوجه لمشاهدة بقية المناشط الأدبية. وحين أقول إن المشكلة فقط تكمن في تفعيل نظام صارم فلأني حضرت وشاهدت هذا الارتباك المستعصي الذي لا يمكن فهمه حين يتم على سبيل المثال لا الحصر مصادرة كتاب مفسوح ومسجل في قائمة الكتب التي وافقت عليها إدارة المعرض قبل بدئه من قبل إدارة المعرض نفسها رغم أن العنوان محفوظ في أجهزة الحاسوب المصطفة على مداخل المكان بشكل واسع ملاحظ وذلك بحجة أن الكتاب يتحدث عن سياسة العم سام أو يتجاوز التابو الشهير! الغريب أن الموظف المسؤول قام بحمل خمس نسخ من الكتاب المحظور في أول أيام المعرض وعند انتهاء فعاليات البيع في آخر يوم عاد وأعاد لصاحب دار النشر نسختين فقط وهذه ال «فقط» من حقها أن تفتح علامة استفهام كبيرة؟ طبعاً يمكن القياس على أشياء مشابهة كثيرة سببت الكثير من الصدامات ولو كانت هناك خطوة تنظيمية واضحة لما حدثت مثل هذه المفارقات. ومن أجمل ما قد أختم به هذا المقال مداخلة للأستاذ الدكتور صالح الزهراني حين أكد أن على الرقابة ألا تسمح للكتب التي تعلن الإلحادية وتنسف عالم الغيب لأن الرقابة هدف تكتيكي وفي المقابل من المهم وجوب نبذ ثقافة الخوف ورفع ثقافة الشباب أما أن يتحول كل فرد إلى مؤسسة فهذا يدخلنا في إشكالات عديدة!. www.almatrafy.com