الحلم هو اسم لشيئين مختلفين، فهو إما سلسلة من التخيلات، «تنهمر» عليك أثناء نومك، وإما أن تكون سلسلة تخيلات، تحلِّق فوق رأسك، وتقف أمام عينيك، وترى نفسك فيها، وكل هذا يحدث في صحوتك! الحلم أثناء النوم يُحدثه فقط العقل اللاواعي، ليشبع رغبات، واحتياجات لك، تصعب عليك في الواقع، أو ربما تكون حوادث في يومك، يسترجعها العقل في هيئة حلم، وغالباً ما تكون أشياءً غير مفهومة، وتنساها عند استيقاظك. أما الحلم في اليقظة، فهو محور حديثي اليوم، فالأحلام هي سر استمرارنا في الحياة؛ لأنها هي التي تجعل لنا أهدافاً، وخطوات نخطوها لنصل إلى هذه الأحلام. الحلم هو أن تسعى جاهداً إلى رسم مستقبلك، الذي تريده، وتراه بعينيك، وتعيش فيه بعقلك، وقلبك. من المستحيل أن نعيش بلا أحلام، مهما قست علينا الحياة، ومهما أُغلقت الأبواب في وجوهنا، ومهما تعثرنا، سيبقى لدينا حلم، وبصيص أمل. وسأقول لكم شيئاً، أردده كلما شعرت بأن اليأس يحيط بي، ليتسلل إلى قلبي، ويقتل أحلامي، فأنا أقول دائماً لنفسي: إن الأحلام خُلقت لتتحقق. وأردد ذلك حتى تعود إليَّ الحياة. أن نحلم، يعني أن نقاوم الحياة، ونسعى إلى النجاح. أن نحلم، يعني أن نطير في السماء، ونحن على الأرض. أن نحلم، يعني أن نستحضر أنفسنا الحالمة إلى واقعنا القاسي. الحلم هو طفل عارٍ، أشهب، نهشه الفقر، فلم يبقَ منه سوى عظامه البارزة، ولكنه يقف متأملاً السماء، ويبتسم، فتسأله: ما الذي يجعلك تبتسم؟ فيقول: إنني أبتسم لأنِّي أرى نفسي أحلِّق في السماء، فأنا عندما أكبر سأكون طياراً. عجباً، كيف للأحلام أن تجعلك سعيداً حالماً متفائلاً، ثم ناجحاً، وأنت تعيش حياة قاسية! لذا احلم، ثم احلم، ثم احلم، ولكن إياك أن تحلم نصف حلم، ودائماً كن متفائلاً، «كلك أمل»؛ فالأمل هو ضوء طريق كل حلمٍ، ومهما حدث إياك أن تترك بقايا أحلامك خلفك؛ لأنك لن تترك بقايا أحلامك فقط، بل ستترك نفسك، وقلبك، وروحك، وتصبح «جثة سائرة» بلا روح، وبلا أحلام. وأخيراً يقولون: مَنْ خاف سلم. وأنا أقول: مَنْ خاف ما حَلم.