الواجب على المسلم في كل زمان، ومكان، نصرة الله، وطاعته، يقول الله تعالى «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم». من الأمور الواجبة، الإلحاح في الدعاء، خصوصاً في «الأوقات الفاضلة في السجود»، فلا أقل من الإخلاص في الدعاء لمَنْ قدَّم نفسه، ودمه في سبيل الله، دفاعاً عنا، وعن الحرمين الشريفين، وهو واجب على كل مسلم. ومن الواجبات كذلك، الاستغفار «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً»، «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون». وكذلك، حمد الله سبحانه وتعالى على النعم الكثيرة، التي أنعم الله بها علينا، وأن تُستخدم هذه النعم في طاعة الله سبحانه وتعالى. وأيضاً تفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه بيده كل شيء، وعدم تفويض الأمور إلى خلقه، أو قوى عظمى، أو ما يمتلكه العباد، فالله سبحانه وتعالى بيده كل شيء، وأمرنا بالأخذ بالأسباب، لا نلتجئ إلا إليه، والنصر لا يأتي إلا منه، لا يأتي بالعتاد، ولا بالقوة، ولا بالأمور الكثيرة، إنما هو من عند الله «وما النصر إلا من عند الله»، يكون اعتمادنا على الله، وتفويض الأمر إلى الله، ونسبة النصر إلى الله، لا ينفع مال، ولا دول، ولا تحالفات. نعم هذه الأسباب أمرنا بالأخذ بها، لكن النصر من عند الله، يقول سبحانه وتعالى عن حال المسلمين عندما كان معهم النبي، صلى الله عليه وسلم، في غزوة حنين، وكان عددهم، وعدتهم أكثر من المشركين، لكنهم لم ينتصروا، ابتداءً فالنصر لا يأتي بالقوة، ولا بالعتاد، كذلك «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»، «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين»، فالنصر من الله سبحانه وتعالى، وليس بالعدد والعتاد، يقول الله سبحانه وتعالى «ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين». نعم، يجب الأخذ بالأسباب، وتفويض الأمر إلى الله، والتوكل على الله، ونسبة النصر إلى الله سبحانه وتعالى لأن النصر لا يأتي إلا من الله سبحانه وتعالى. نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا على أعدائنا من «المبتدعة»، ومن أعداء الإسلام. كذلك لابد من المحافظة على أسرار الدولة، وعدم تداول الشائعات، والأخبار التي تضر بالدولة، وأن يكتفي المرء بما يسمعه، ويدعو الله أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان. وأخيراً لابد أن نخلص في الدعاء لإخواننا في كل مكان فهم منا. اللهم أعزنا، وأعزَّ بلادنا، وجنودنا بالإسلام، وأعزَّ الإسلام بنا، اللهم احمِ حوزة الدين، واجمع على الحق كلمة المسلمين، وقوِّ شوكتهم، وانصرهم على أعدائهم من الحوثيين المجرمين، وأذنابهم، وأعوانهم، وإخوانهم، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم انصرنا عليهم، واقتلهم قتل عاد، وثمود، اللهم إنهم لا يعجزونك في برك، وبحرك، وجوك، وأنت على كل شيء قدير، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم منزِّل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم، اللهم اجعل ما أنفقوا حسرة، وخسارة عليهم، اللهم مَنْ أرادنا، وأراد ديننا بخير فوفقه إليه، ومَنْ أرادنا، وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعله ينشغل بنفسه، واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا، اللهم انصر ولاة أمرنا، وجنودنا، وأيِّدهم بتأييدك، وسخِّر لهم جنود السماء والأرض، وانصرهم بنصرك، وأعنهم، ولا تُعن عليهم، اللهم ثبِّت أقدامهم، وقوِّ شوكتهم، وأنزل عليهم نصرك المبين، إنك يا مولانا نِعم المولى، ونِعم النصير.