الواقع والنظرة المستقبلية

هناك من يتذمر لسوء أوضاع عملية التعليم في وسطه التعليمي، فيبدأ العقل الباطن بإرسال الرسائل السلبية، التي ربما كانت وهمية فتعود بالسوء على الإنجاز وكذلك الإنتاج. وهناك من يتذبذب لارتفاع أسعار مايريد جلبه من «اللا أولويات» أو الأولويات، فيسخط ويبدأ فكره في التشتت «اللامحمود». كما أن هناك بعض الأبناء لا يحقق ما يريد جراء شعار «والدي لا يواكب فكر جيل اليوم» فتبدأ القرارات الخاطئة بالتدشين دون تحمل المسؤولية. وما تنتجه البطالة من شغب لابد ألا يرى بعدسة الانتقاد لمسببيه بل للدوائر المسؤولة عن التوظيف، لأن عذرهم الملتمس واللامنطقي الذي يسبب كثيرا من الشغب والركود هو «أين الوظائف»، وأن كثيرا من الإشارات بأن المجتمع والظروف أعاقت أحلامهم وثبطت آمالهم في تحقيق ما رجوه من نجاحات. ولكن مهلا وعذرا في الوقت ذاته.
- كيف حققت نورما رادولف المصابة بالشلل النصفي حلمها بأن تصبح «أسرع امرأة في العالم» فأصبحت.
- كيف واصل هيليري إدمون حلمه في تسلق جبل إفرست أعلى جبل في العالم حتى أصبح أول من تسلقه.
- كيف أصبح رون سكاليون المصاب بالشلل بطلا من أبطال الكاراتيه في العالم.
- ومزيدا من كيف، التي يجيبها العزم والإصرار وكذلك تحمل المسؤولية، تلك الصفات هي ما تمتع بها هؤلاء الأشخاص وأمثالهم من الشخصيات الناجحة البارزة. نورما رادولف ورون سكاليون رغم إعاقتهما لم يشل تفكيرهم عن النجاح و لم يعق من تحقيق أحلامهم التي كانت محتملة، فأصبحت واقعا ملموسا بعد التخطيط كهدف ثم العمل المتواصل والإصرار مع تحمل المسؤولية. هيلري إدمون في محاولته الأولى أصيب بجروح خطيره أقعدته شهرا في المستشفى، ولكن لم تقعد فكره ورغبته في تحقيق حلمه.
يقابل ذلك أشخاص يستطيعون النجاح وتحقيقه، ولكن يفتقدون التحلي بصفات أساسية في النجاح، كتحمل المسؤولية على سبيل المثال، فحين يتحمل كل شخص المسؤولية يصبح الجميع ناجحين فعالين ومنجزين، يقول مايكل كودرة «الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية».
الإصرار والعزم الذي يصير الظروف أيا كانت إلى تربة صالحة لنمو ما يغير من حياته إيجابيا ويعود عليه بفائدة فكرية أو اقتصادية، اجتماعية أو معلوماتية. ابدأ بتغيير الأوضاع التي دشنت التذمر داخلك وعرقلت من عملية استقبال المعلومات، ولو كان تغييرا ذاتيا بينك وبين نفسك فقط. فشخص مدرك خير من شخص غير مدرك. اعمل كثيرا حتى تجلب ما تريده بدلا من التفكير كيف تجلبه، ما فائدة التفكير الذي يدلي بنتيجة سلبية واحدة ألا وهي التشتت. ضع نظرة والديك في تحقيق ما تريده في الحسبان، واضرب نماذج من أشخاص بات النجاح قاعدة أساسية في المكان الذي وجدوا فيه، لا تتهيب من البطالة، اجعل منها وسائل استفادة، مدد فكرك بالثقافة وأقرأ كثيرا كي لا يتقلص ذهنك، ومع مزيد من القراءة ستجد ما يبعدها عنك وذلك ليس مستحيلا، لأن المستحيل وهم نضعه نحن أمامنا فنتوقف عن العمل. لا تلم مجتمعا ولا ظروفا لا تلم إلا نفسك على عدم تحقيق ما تريده، أنت الذي تستطيع وحدك، فقط اعزم وتوكل على الله، فقد قال الله سبحانه وتعالى «فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين» آل عمران 159.