باتت الأسعار تتنافس على جيب المواطن ولا رادع لها، بل إنها تكاد تقصم ظهره المنحني من حمله الذي بات يئن من ثقله. أعلم أن حالة الشراء لدينا تتزايد كل يوم ولدى المجتمع ككل هوس الشراء وهذا لا غبار عليه. ولكن هل يحق للباعة والمستوردين والمصدرين أن يفرحوا بعملية شرائنا فيكيلوا لنا الصاع صاعين؟ يجتاحني الغثيان عندما أجد السلعة نفسها ولكنها بأسعار مختلفة ترتفع وتنزل حسب الطلب من مكان إلى آخر وفي منطقة واحدة. بل حتى لا نستطيع المساومة على السعر، فتجد البائع قد كشر عن أنيابه في استعداد لحالة هجوم على المشتري أثناء عملية الأخذ والعطاء. ومعظمنا ومع الأسف لا يفهم ولا يعي عملية البيع والشراء وكل ما يهمه في الأمر هو المنتج ثم بعد ذلك يشتري مرغما ثم يشتكي الغلاء. ليس لنا في الأمر سوى الاستسلام والرضوخ لطلبات الشراء. أحياناً لا أخفي عليكم أننا نفكر كمجموعة متضررة من أسعار بضاعة معينة في مقاطعتها ونحن في دواخلنا لا نستطيع، ليس لأنه لا يوجد لها بديل ولكن لأننا تعودنا واعتدنا على هذا المنتج فهو سلس سهل الاستخدام، وربما نراه الوحيد في أعيننا أحيانا. أخيراً وليس أخراً نحن نُستهلَك ولا نستهلك. نريد فقط حماية من حماية المستهلك.