شهدت الأطراف الشرقية لمدينة سرت الليبية أمس اشتباكات بين مجموعة من قوات «فجر ليبيا» التي تسيطر على العاصمة طرابلس، ومسلحي تنظيم «داعش» المتطرف، بحسب ما أفاد أمس قائد ميداني ومسؤول محلي. وهذه أول اشتباكات بين الطرفين منذ سيطرة مجموعة مسلحة أعلنت أنها تنتمي إلى تنظيم «داعش» في فبراير الماضي على مؤسسات حكومية في سرت ونظمت استعراضاً عسكرياً في بعض شوارعها. وأرسلت قوات «فجر ليبيا» على إثر ذلك تعزيزات إلى المدينة الساحلية الواقعة على بعد نحو 400 كلم شرق طرابلس. وقال العميد محمد الأجطل أحد قادة قوات «فجر ليبيا» إن «معارك ضارية جرت وما تزال تجري بين الكتيبة 166 مشاة التابعة لقوات فجر ليبيا ومجموعات من الفرع الليبي لتنظيم داعش». وأضاف أن الاشتباكات نجم عنها سقوط قتيل من قوات «فجر ليبيا». وأكد من جهته مسؤول أمني في المجلس المحلي لسرت أن «اشتباكات دارت اليوم في جهة الشرق على أطراف المناطق التي يوجد فيها داعش في سرت». ولم يوضح المصدران الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات. وتعتبر بلدة النوفلية الواقعة على بعد نحو 120 كلم شرق مدينة سرت معقلاً لتنظيم «داعش» الذي يملك حضوراً أيضاً في مدينة درنة الواقعة على بعد نحو 1300 كلم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرة مجموعات إسلامية مسلحة متشددة. ويؤكد مسؤولون في السلطة الحاكمة في طرابلس أن لتنظيم «داعش» خلايا نائمة في العاصمة حيث تبنَّت هذه المجموعة المتطرفة تفجيرات وقعت في المدينة خلال الأسابيع الماضية. وقوات «فجر ليبيا» التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ أغسطس 2014 هي خليط من المجموعات المسلحة الموالية لتحالف قوى سياسية، بينها أحزاب إسلامية مناهضة للحكومة المعترف بها دولياً، التي تدير أعمالها من طبرق شرق البلاد إلى جانب برلمان منتخب. وفي طرابلس حكومة موازية تدير السلطة السياسية فيها منذ سيطرة قوات «فجر ليبيا» على العاصمة، تعمل إلى جانب «المؤتمر الوطني العام» المنتهية ولايته الذي يعتبر الذراع التشريعية لهذه الحكومة التي تطلق على نفسها اسم «حكومة الإنقاذ الوطني». ويعقد طرفا الأزمة السياسية محادثات برعاية الأممالمتحدة بهدف التوصل إلى حل للصراع وإنهاء الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافي في 2011 واحتفاظ غالبية المجموعات المسلحة التي حاربت النظام السابق بأسلحتها.