لم يملك التوائم الصينيون الأربعة، الحاج حسن (62 سنة)، والحاج حسين (62 سنة) والحاجتان صفية وفاطمة، إلاَّ البكاء بحرقة، وهم يودِّعون المدينةالمنورة، التي وصلوها بعد الانتهاء من أداء فريضة الحج الماضي. وتساقطت دموع الحاج حسن، وهو يخرج من الروضة الشريفة داخل المسجد النبوي، ومن خلفه أشقاؤه الثلاثة الذين شاركوه أداء النسك والبكاء والاشتياق للمكان. وقال الحاج حسن: «هو شعور صعب، لا أستطيع أن أصفه لك، اليوم أنا في المدينةالمنورة، داخل الروضة الشريفة، وغداً سأكون في الصين، أليس هذا شعوراً يبعث على الحسرة والاشتياق لهذا المكان المقدس، الذي أدعو الله أن يرزقني زيارته أنا وأشقائي مرات عديدة». وتابع «مشاعري هي نفسها مشاعر إخوتي، الذين يستغلون كل لحظة في الرحلة، للمكوث بجانب قبر الرسول الكريم، والسلام عليه صباح مساء، ويعلم الله وحده هل سنأتي إلى هنا مرة أخرى، أم أنها ستكون آخر رحلة لنا للأراضي المقدسة». وقال الحاج حسين: «أريد أن أجلس هنا، لا أريد أن أفارق هذا المكان، هذه أمنيتي، ولكن ليست كل الأماني قابلة للتحقيق، الأيام التي قضيتها هنا، لن تُمحى من ذاكرتي، ستظل عالقة في مخيلتي ما حييت، إنها أيام جميلة ورائعة، أحست فيها بالراحة والطمأنينية أنا وأشقائي الثلاثة، وسنعمل جاهدين على زيارة مكةوالمدينة في السنوات المقبلة».