كشف استشاري طب الأسرة والمجتمع في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض الدكتور فرحان العنزي، أنه عالج خلال الخمسة أعوام الماضية أربع فتيات مصابات ب»الهوس بالمشاهير»، وقد تفاوتت أعمارهن بين 16 إلى 20 عاماً، إضافة إلى شاب واحد كان معجباً بشدة بالفنان خالد عبدالرحمن. وأشار إلى أن الحالات كانت غير ذهانية وغير مصحوبة بهلاوس، فغالباً ما يكون علاجها سلوكياً بحتاً، بعكس الحالات المصابة ب»دوكليرامبو وإيروتومانيا» حيث إن علاجها دوائي، منوها إلى أن العدد لا يعكس الحجم الحقيقي للمشكلة لأن أغلب المصابين بهذا المرض لا يطرقون أبواب العيادات النفسية للبحث عن حل. وبيَّن الدكتور العنزي أن ظاهرة الإعجاب بالمشاهير قديمة، وقال إنها قد تحدث بلا أعراض ذهانية، أو قد تأتي مصاحبة لأعراض ذهانية. وقد أطلق على هذه الظاهرة آنذاك «إيروتومانيا»، وقد تم تعريفها بوجود قناعات زائفة لا يمكن تعديلها أو تصحيحها بأن هناك مشاعر متبادلة بين المصاب ب»الإيروتومانيا» وشخص من المشاهير، وقد تكون هناك علاقة إيروتومانية مع أكثر من شخص مشهور في آن واحد. وفي 1921م قام الطبيب الفرنسي دوكليرامبو بوصف متلازمة شبيهة بما تم ذكره سابقاً وأسماها متلازمة دوكليرامبو، وهي باختصار تهيؤات تصيب الشخص وتكون شديدة الصلابة، أي أنه لا يستطيع مقاومتها أو نفيها من عقله الباطن بأن أحد المشاهير يحبه إلى حد العشق، وأنه يعبر عن حبه له بمختلف الإشارات والتلميحات عن بُعد عن طريق إيماءات جسدية أو لفظية، وأن ما يمنعه من مصارحته هو خجله، فالمريض في وصف دوكليرامبو هو «معشوق لا عاشق»، ليس كما ذكر في متلازمة إيروتومانيا. وأضاف الدكتور العنزي أن ما نراه حولنا من حكايات عشق وهوس وهمي للمشاهير من أهل الفن والرياضة والسياسة أو حتى رجال الدين قد يندرج تحت ما تم سرده آنفاً في وصف دوكلرامبو أو إيروتومانيا، أو قد يكون مجرد انجذاب عاطفي يقود المراهق أو المراهقة بسبب الفراغ العاطفي والشعور بعدم الأمان الأسري، الذي بدوره يؤدي إلى البحث عن مرسى لأحلامه التي تزخر بها سنون المراهقة عادة، وغالباً ما ظن الناس أن المعجب هو مراهق مندفع، دون التفكير في أنه قد يكون مريضاً ذهانياً. وتكمن خطورة الحالات الذهانية التي وصفها دوكليرامبو وأبقراط في أن المصاب بها لا يملك قراره، وإنما تسيِّره أفكار ذهانية لا يستطيع مقاومتها. ونوَّه العنزي إلى أن المصاب بإحدى الحالات السابقة يعيش في عالم هلامي منفصل عن محيطه الأسري والمجتمعي، ويتابع حركات المشهور الذي يحبه ويتجسس عليه، ويتابع لقاءاته ويترجم كلماته على أنها شفرات قد أرسلها المشهور خصيصاً له، ما قد يؤدي به إلى تصرفات كثيره قد تصل إلى الانتحار أو القتل أو العزوف عن الزواج.