طوى النسيان 8 قرى وهجر في محافظة رابغ، فغالبيتها يقع بين وديان وجبال، وبعضها له موقع مميز بين أطهر الأماكن (مكةالمكرمة والمدينة المنورة) إلا أن هذا الموقع الاستراتيجي لم يشفع له، فغدا مهجوراً من الخدمات الأساسية (المياه والسفلتة).. فمن القضيمة وكلية مروراً بمستورة والأبواء والنويبع وانتهاء بوادي حجر ومغينية وصعبر، فالروائح الكريهة المنبعثة من بحيرة الصرف القريبة والأدخنة المتصاعدة من المردم القريب من الأحياء وانتشار الأوبئة والحشرات بدأت تهدد استقرار الأهالي وتحاصرهم. راشد الذروي رئيس مركز حي كلية قال: على الرغم من المطالب المستمرة بنقل البحيرة إلا أنها لم تجد قبولا، فالوعود تلو الوعود والوضع كما هو لم يتغير. موضحاً أنهم تقدموا قبل ثلاثة أعوام بشكوى للبلدية مبدين امتعاضهم الشديد من وضع المردم والأمراض التي سببتها الأدخنة المتصاعدة. وقال: طالبنا بنقله إلى موقع آخر، دون جدوى. ويقول فيصل اليوبي: طريق الأبواء يشهد كل عام مئات الحوادث وعشرات الوفيات والمصابين. وقال: الأهالي يقومون بنقلهم بواسطة مركباتهم الخاصة إلى المستشفيات لعدم وجوو مركز للهلال الأحمر، ورغم مطالبنا بتوسعة الطريق إلا أن مسلسل التجاهل مستمر عاماً بعد عام حتى أصبحت سمة يتميز بها مسؤولو رابغ دون غيرهم. ويقول مجدي البلادي: نعاني من ندرة المياه خاصة مياه الشرب، ومن أراد ذلك فعليه قطع مسافة 40 كلم للحصول على الماء. وأضاف: قبل خمسة أعوام تم إنشاء كسارة لإنتاج الخرسانة، وقمنا بإيقاف المقاول، بعدها قام بالتوجه إلى بلدية المحافظة التي وعدت بالنظر في الموضوع، ولكن المقاول يعمل ونحن مصيرنا التجاهل. قرى وادي حجر يميزها وجودها في المنتصف بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتتميز بزراعة أشجار النخيل وبعض الفواكه، وهي بدورها هجرها النسيان. يقول أحمد الزويهري: وادي حجر أصبح يعج بالسكان ويعيش هجرة عكسية، ومازال ينقصنا كثير من الخدمات، نحتاج إلى توفير مياه صالحة للشرب لسقيا السكان، فالآبار التي قامت بحفرها وزارة المياه غير صالحة للشرب. وأضاف: قبل أكثر من عشر سنوات، قام الأهالي بسفلتة الطريق الرئيس الذي يربط المركز شرقا مع طريق الهجرة على حسابهم الخاص بإمكانات محدودة، وقبل 7 أعوام تم ترسية توسعة الطريق على إحدى الشركات التي أوقفت العمل لأسباب غير معروفة، ورغم الشكاوى إلا أن الوضع لم يتغير.. مشيراً إلى أن سكان المركز يتجاوزون عشرة آلاف نسمة، ولا يوجد به مستشفى، فمن أراد العلاج فعليه الذهاب إلى المدن الرئيسة لضعف إمكانات مراكز الرعاية الصحية بأدواتها المتواضعة والبسيطة. من جهتها تواصلت «الشرق» مع رئيس بلدية رابغ مدني الجهني أكثر من مرة، للتجاوب حول ما طرحه المواطنون من أسئلة واستفسارات، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا المتكررة.