تحظى فقرة "دراما رمضان" التي تبث على قناة العربية خلال نشرة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بشعبية كبيرة بين المشاهدين لما تتمتع به من اعداد وتقديم مميز يساهم فيه كلا من جميل ضاهر وراوية العلمي. وتناولت فقرة يوم الأربعاء 27-8-2009 أحداث مسلسل "فنجان الدم" الذي تم تأجيل عرضه عاما كاملا بسبب اعتراض بعض القبائل العربية خوفا من تقديم صورا سلبية وغير حقيقية عن تاريخهم. ولدى استضافة خلدون غنيم ممثلا لقبائل بني غانم الهلالية أبدى اعتراضه الشديد على المسلسل قائلا إنه مليء بالإساءات لقبيلته، حيث تضمن ذكر اسماء صريحة لأشخاص تاريخيين مثل شخصية الشيخ "حليس"، وأضاف أنه يود أن يسأل الكاتب أين الخيال مع ذكر صريح الأسماء، نافيا أن يكون قد تم عرض النص عليهم لأخذ الموافقة عليه. وأعرب خلدون عن أسفه لكون "العرب باتوا يتراجعون فيما العالم يتقدم، وفيما الناس باتت منشغلة بالتقدم العملي أضحينا نحن العرب منهمكين بنبش القبور دون أي فائدة ترجى من مثل هذه مسلسلات"، وزاد:" أود أن اسأل الكاتب لماذا لم يلجأ إلى تأليف نص يتناول الأحداث المعاصرة في بلده بدلا من اللجوء إلى التاريخ بحجة الحديث عن اسقاطات تاريخية على الواقع". وفي رده على تلك التساؤلات قال المؤلف عدنان العودة ل"العربية" إنه لم يكتب مسلسلا عن قبيلة بعينها وإلا كانت قبيلته الأحق بالكتابة عنها، كما أنه لم يتعرض لشخصيات بدوية واقعية، موضحا: "أردت تقديم قراءة للمجتمع البدوي في القرن التاسع عشر والحديث عن الوضع الاجتماعي والسياسي والعلاقات بين القبائل وكل تفاصيل الحياة التي كانت موجودة آنذاك. وأكد العودة أن من بديهيات الكتابة الإبداعية " الإخلاص لها ولذلك لايمكنني أن اخترع اسماء لا تنتمي للواقع كما حدث في العديد في المسلسلات البدوية التي كانت اسماء الشخصيات فيها لا تمت للبدو بصلة، واسم (حليس) ليس حكرا على قبيلة بعينه أو مختصا بشخص واحد، وبالتالي تشابه الأسماء لا يعني تطابق الشخصيات الخيالية في المسلسل مع الواقع". وفي معرض رده عن عدم لجوئه للكتابة المعاصرة عوضا عن كتابة مسلسل بدوي تاريخي، أجاب: "الكتابة عن حدث وقع الآن لا تعني أن النص هو كتابة معاصرة، كما أن الكتابة عن التاريخي لا تعني أن العمل ليس حديثا، ففيلم "brave heart" للممثل العالمي ميل غيبسون يعد عمل معاصرا وحداثيا بكل معنى الكلمة رغم احداثه تجري في عصور قديمة".