ليس مجرد كلام أن تقول نحن صيام ونجعله يمر مرور الكرام فهو ضيف عزيز منّ به علينا رب الأنام فالصيام صلاة وقيام، صبر وحلم وصدقة وكرم وصلة وبشاشة وتوبة وقراءة للقرآن واحتشام، فرمضان لوحة جميلة لا بد أن نتأملها طويلاً حتى لا نلام. فلأنه الصيام تبدت تلك المعاني العظام ولقيت كل اهتمام فلا تجعل رمضان خير شهر يشكو مَن للقرآن هَجر، ومن عن الصلاة استتر ومن جعل الصدقة تندثر، ولم يكن للصوم في نفسه أي أثر فلنفسه سيحتقر واحذر حر سقر لا فكر ولا بصر فالعمل في رمضان أزكى وأبر!! فلله المشتكى وله الأمر فكيف يسوف العبد والمخلصون لشهر الصوم تنتظر؟! ولكن مقالي هذا جدير بأن يكون من باب التذكير لك أخي وأختي القارئة عن فضول الكلام والفعال ولفت نظرك لخير زمان شهر رمضان، شهر القرآن والإحسان والتقرب من الرحمن إن رمضان بلا شك عملية تطهير واسعة للنفس ومكارم رمضان يطلبها كل صاحب همة وحظ وفير وتوفيق من الله القدير. وعند الكتابة عن شهر الله المعظم رمضان فإن ذلك ينبع من القلب إلى القلب مباشرة لأنها موعظة أقدمها في قالب أدبي جميل يمس الوجدان ويخاطب العقل وأجزم أن كتابتي عن هذا الموضوع الشيق ستلامس الضمير والوجدان لاسيما أن رمضان مناسبة إيمانية ذات أهمية قصوى في تحقيق مقاصد الشريعة السمحة وفرصة عظيمة للتوبة والرجوع إلى الله فمن منا لا يخطئ ؟! وجدير بي وبكم أن نستغل هذه الفرصة فرصة التوبة في هذا الشهر العظيم وباختصار فإن الأجر المعروض من الله للمسلم في رمضان لا يضاهى فهو سلعة غالية إن العطش والجوع والنصب الذي قد نحسه في نهار رمضان إنما هو ابتلاء ورفعة في الميزان ليبتلينا الله. فلأجلك يا ا الله كانت صلاتي ولأجلك يالله كان صيامي وكانت حياتي فأنت يا الله يا أحب حبيب لا تبرح تفكيري في الرخاء والشدة وفي أحلك ساعاتي أؤمن أنك وليي في الدنيا والآخرة وأنك المنجي من المهالك، وبك المستعان وعليك التكلان ولك أنبت وتبت فأعنا بالصبر وارحمنا واغفر لنا فحين يكون الإبطاء ضرورياً يكون الإسراع إلى الخيرات في رمضان أكثر ضرورة وها هي زفرات وشهيق المسلمين تسمع في المساجد منيبين خاشعين لله طامعين في ثوابه خائفين من عقابه وكل ملاهي الدنيا تذوب في هذا الجو الإيماني المهيب بعيدا عن إدمان الفضائيات والانترنت وغيرها من الملهيات. وهناك دموع تذرف توحي بالحسرة والندامة من التفريط في جنب الله المولى المتعال فهل بعد المواعظ تحل عقد الفسق والتسويف في العبادة واستغلال المناسبات الدينية يا من له نفس ضيقة دع القلق وابدأ الحياة مع الله وفي حب الله فتصفو نفسك وتسعد الروح فيصادق الجسد ما أحست به الروح وهذه دعوة أن نمارس الحياة على طريقة (برايل) ونتحسس ونكتشف كل شيء جميل ومفيد ولا نعطل إحساسنا ولا نغلب عواطفنا وأن ننطلق من سجن المعصية إلى شرف الطاعة وأن نترك عناد الصبا للأطفال ونكون آذاناً صاغية وقلوباً واعيةً خاشعة ًوبصراً متدبراً وفكراً عاملاً وضميراً صاحياً. أوحشنا بعدك كثيراً يارمضان فأهلاً بك يا خير الأزمان يا شهر العتق من النيران يا أملاً لكل حيران يا شهر الجود والإحسان يا حبيب الصالحين يا من احتضنت ليلة القدر وقد نزل في زمانك القرآن على سيد المرسلين خير الأنام .. أخيراً أضرب مثلاً لمقالي هذا الذي غلب عليه الوقار برجل مسن صالح يحمل عصا في يساره ومسبحة في يمينه ويقطر الخير والوقار من محياه المشرق وآثار الصلاح تبدو عليه وأثر الصوم باد عليه قد هذبه الصيام والصلاة طول السنين.